الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معاملة الأبناء بأسلوب سيء وبغضهم لتصرفات أبيهم

السؤال

شكراً لكم على هذا العمل العظيم وأسأل الله أن ينفع بكم الإسلام والمسلمين... أبي إنسان جاف المعاملة معنا في البيت ويعاملنا دائماً بالأوامر والنواهي مثل (يا هذا افعل هذا، ويا هذا لا تفعل هذا) حتى أصبحنا غير منسجمين مع بعضنا البعض أنا وإخوتي، وكثيراً ما تحدث خلافات بيننا حتى أنني أصبحت لا أنسجم في شيء وإذا جاءنا ضيوف تجده انسجامي ويضحك وكأنه غير أبي الذي نعرفه، سؤالي هو هل يعد هذا عقوقا أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان المقصود السؤال عن تصرف والدكم فهذا لا يسمى عقوقاً شرعاً، وإن كان المقصود من السؤال عن حكم ما أسميته بعدم الانسجام، فإن كنت تعني به بغضك لمثل هذه التصرفات التي تصدر عن أبيك فإن لم يصحب ذلك أي نوع من الإساءة إليه فلا يعتبر ذلك عقوقاً منك لوالدك.

ولا شك أنه ينبغي أن يسود الأسرة المسلمة الود وحسن العشرة بين أفرادها، وأن يكون الوالدان على حال من التعامل مع الأولاد يجمع بين الحزم من جهة واللين والعطف والانبساط من جهة أخرى، وعلى هذا الاعتدال كانت حياة النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله، فطغيان أحد الجانبين على الآخر قد تختل به الحياة داخل الأسرة، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 61344.

ونحسب أن الأمر هين ويمكن تداركه، فبشيء من الروية والتفكير يمكنك وإخوتك البحث عن سبيل يمكن من خلاله جعل والدكم على الحال الوسط الذي تحبون أن يكون عليه في تعامله معكم، ومن ذلك أن تصارحوه بهذا الأمر في ساعة من ساعات صفائه، وبأسلوب طيب، وعلى فرض أنه استمر على ذلك الحال فهذا لا يسقط حقه في بره والإحسان إليه وطاعته في المعروف، وانظر الفتوى رقم: 68850.

ولا ينبغي أن تكون هذه المعاملة من والدكم هاجساً يشغلكم عما ينفعكم في أمر دينكم ودنياكم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني