الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصبر على الأم ومحاولة كسب رضاها

السؤال

أنا أختي مطلقة من أقل من عام ولكنها تعيش عند أمي منذ 6 سنوات بسبب مشاكل بينها وبين زوجها الذي لا يريد أن ينفق عليها وينفق على أبيه وإخوته بحجة أنت ومالك لأبيك وهي عندها ولدان الصغير ولد عند أمي وهناك دائما مشاكل بين أمي وأختي وأنا أريد معرفة رأي الدين لأن ما يدور في رأس أمي هو أن تنفق أختي على المنزل خاصة بعد أن عاد إليها معاش أبي وتأخذ نفقة من زوجها وأمي متضايقه جداً وهي تريد أن تأخذ الفلوس من أختي لتنفق هي وتحتفظ بمعاشها لنفسها والحقيقة أن أختي لا تستطيع فعل ذلك لأن أمي سوف تقوم بإذلالها على النقود ومع الأسف أمي أصبحت تهتم بالنقود جداً وتتشاجر من أجل فاتورة الكهرباء وخلافه رغم أن أختي وأخي يدفعون معها وأشياء أخرى كثيرة وأيضا هناك مشاكل على تنظيف الشقة والحق أن أختي تقصر أحيانا في التنظيف ربما بسبب سوء حالتها النفسية ولكن أمي أيضا لا ترحمها فهي تريدها ماكينة لا تتوقف عن العمل وتتشاجر معها على أتفه الأشياء مما يفقد أختي أعصابها ويعلو صوتها على أمي وهذا حرام وأنا أقول لها أن تصبر وتحسن إلى أمي التى تدعو عليها وتكره اهتمام أختى ورعايتها لأولادها وأنهم كل حياتها وتقول سوف ينتقم الله منها في أولادها كل هذا بسبب النقود وتنظيف الشقة، ولكن الضغط يولد الانفجار فهل من حق أمي أن تأخذ معاش أختي ونفقتها وهل إذا دعت عليها يتقبل الله لأنها والحق يقال إن أمي أصبحت لا تطيق أختي وأولادها وتقول دمروا شقتي وأختي ليس لديها مكان آخر وأنا حزينة لأن أختى كانت تتقي الله في زوجها الذي لا يفكر سوى فى إرضاء أهله وأن يعطى كل نقوده لهم حتى أنه طلقها بسببهم، وهل هذا عقاب من الله أم ابتلاء أم بسبب دعاء أمي عليها في الماضي بسبب مشاكل تافهة جداً مع أنها متدينة وتتقى الله قدر استطاعتها فأرجو الرد سريعا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يخفى ما للأم من منزلة عظيمة وحق على أولادها، فيجب عليهم برها والإحسان إليها، وعليه فيجب على أختك البر بأمك ما وجدت إلى ذلك سبيلاً، ولا يجوز لها بأي حال رفع صوتها عليها، لأن هذا من العقوق، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 39230.

وينبغي لأختك الصبر على أمك ومداراتها قدر الإمكان كسبا لرضاها، ولا يجوز لأمك أخذ شيء من مال أختك إلا برضاها ما لم تكن محتاجة، فتأخذ من مالها بقدر حاجتها وعلى وجه لا يضر بابنتها، وللمزيد من الفائدة يمكن مطالعة الفتوى رقم: 38993، ولا يلزم أختك الإنفاق على أمك ما دامت لها من المال ما تنفقه على نفسها، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 28372.

ولا يلزم في هذا الطلاق الذي حدث لأختك أن يكون بلاء وشراً، وعلى فرض كونه كذلك فقد يكون مجرد ابتلاء، وقد يكون عقوبة على ذنب، والواجب أن يحذر الأبناء من أن يفعلوا ما يكون سبباً في دعاء الوالدين أو أحدهما عليهم، فقد ذكر العلماء أن دعاء الوالد على ولده قد يستجاب، وإن دعا عليه بغير وجه حق، مستدلين على ذلك بقصة جريج الراهب، كما هو مبين في الفتوى رقم: 70101.

وأما خدمة أختك أمها في تنظيف البيت فقد نص الفقهاء على أنه إن استأجر الرجل ابنه ليخدمه في بيته لم يجز ولا أجر عليه، قال السرخسي في المبسوط: وخدمة الأب مستحقة على الابن دينا وهو مطالب بها عرفاً ويعد من العقوق أن يأخذ الولد الأجر على خدمة أبيه والعقوق حرام.. وكذلك الأم لأن خدمتها أوجب عليه. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني