السؤال
ما حكم الشرع في الزاني الأعزب والذي يريد أن يتوب توبة نصوحاً؟ وهل يمكن أن يقبل الله توبته؟ علماً بأن حكم الجلد غير مطبق. ويخشى من الفضيحة أمام البشر.
ما حكم الشرع في الزاني الأعزب والذي يريد أن يتوب توبة نصوحاً؟ وهل يمكن أن يقبل الله توبته؟ علماً بأن حكم الجلد غير مطبق. ويخشى من الفضيحة أمام البشر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالزنا من أعظم الفواحش عند الله جل وعلا، وقد حذر منه في محكم كتابه فقال: وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا [ الإسراء: 32].
ويجب على من ابتلي به أن يتوب الى الله جل وعلا توبة نصوحًا، وأن لا يطلع أحداً على ذلك، وليستتر بستر الله جل وعلا حتى ولو كان في بلد تطبق فيه الحدود، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من ابتلي بشيء من هذه القاذورات، فليستتر بستر الله جل وعلا. رواه الحاكم والبيهيقي، وصححه السيوطي، وحسنه العراقي.
واذا تمت لك التوبة النصوح فإن الله جل وعلا غفور رحيم. وقد قال تعالى: قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ. [الزمر: 53 -54].
فاستر نفسك بستر الله جل وعلا، وأنب إليه، واعلم أن من شرط التوبة النصوح: أن تعقد العزم على أن لا تعود إلى هذه الفاحشة القبيحة.
ومما يعين على التوبة من المعصية البعد عن دواعيها وأسبابها، فلا بد من الابتعاد عن مواطنها، واجتناب أهلها، واستبدال ذلك بمخالطة الصالحين، والجلوس عندهم، والسماع منهم، كما جاء في حديث الذي أراد أن يتوب فقتل مائة نفس، فقال له العالم: انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن بها أناساً يعبدون الله، فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء. رواه مسلم .
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني