الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل في التجسس على مرتادي النت

السؤال

شاب مسلم يعمل في مركز للانترنت في مجال غير اختصاصه نظرا لعدم وجود عمل في اختصاصه.
طلب منه (من طرف الدولة) في المدة الأخيرة أن يقوم زيادة على عمله أن يقوم بتدوين المعطيات الخاصة بكل حريف وبمراقبته (الاسم اللقب العنوان الهاتف بطاقة الهوية ) مع العلم أن هذا الإجراء لا يهدف إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إنما لمزيد التضييق على الحريات وخلق جو من الريبة والخوف ويمكن أن يتسبب ولو بصفة غير مباشرة في الظلم والاضطهاد والقمع. وعند عدم التقيد بهذه التعليمات تسحب الرخصة من صاحب المحل.
الشاب يرى أن هذا العمل لا يمكن أن يقوم به مسلم إلا حسب شروط معينة وفي حالات قليلة جدا وهو لا ينوي المواصلة في هذا العمل.
السؤال : ما حكم الشرع في هذا العمل وأرجو أن تكون الإجابة خاصة وشافية مع الأخذ يعين الاعتبار بالوضع العام في بلاد الشاب.
جازاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فطاعة ولي الأمر تكون فيما لم يرد فيه نص بأمر أو نهي، والتجسس على المسلمين والتطلع على عوراتهم منهي عنه، قال تعالى: ولَا تَجَسَّسُوا.

وفي الحديث الصحيح عند أحمد عن ثوبان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تؤذوا عباد الله ولا تعيروهم ولا تطلبوا عوراتهم، فإنه من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته.

ويستثنى من التجسس التجسس على حانة خمر اشتهر وجودها أو بيت لممارسة الرذيلة، ويضاف إليه ما قاله ابن الماجشون: اللصوص وقطاع الطريق أرى أن يطلبوا في مظانهم ويعان عليهم حتى يقتلوا أو ينفوا من الأرض بالهرب، وطلبهم لا يكون إلا بالتجسس عليهم وتتبع أخبارهم.

وبذا يعلم السائل أن التجسس على كل رائد للنت وباحث فيه بدون استدان لا يجوز، ولا سيما إن علم أن في التجسس عليه سيوقع ظلما، وعليه فلا يجوز له العمل في هذا المجال، وراجع الفتوى رقم: 15454، والفتوى رقم: 108047.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني