الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا بأس بعدم إشهار الزواج للمصلحة المعتبرة

السؤال

امرأة بسبب سوء معاملة زوجها لها وضربه لها وسوء معاشرته وإهماله لها وإهانتها بدون أي مبرر وعدم تدينه وشربه الخمر وتركه للصلاة وسوء معاملته حتى لأبنائه وعلاقاته غير الشرعية حتى بالخادمات لذلك فقد ضعفت ووقعت في الزنا حيث وجدت ما لم تجده في زوجها فقد كان الرجل الآخر يعوضها عن كل ما افتقدته في زوجها الذي كان لا يعيرها أي اهتمام برغم ادعائه أنه يحبها وعندما ساءت الأمور بينهما فقد أصرت على الطلاق لشعورها بالذنب والحزن والأسى والخيانة فهي أمرأة تخاف الله وتصلي وتصوم وقامت بأداء العمرة والحج وتبكي وتحاسب نفسها ليلا ونهارا، ولكن الشيطان كان أقوى منها فماذا تفعل لتكفر عن ذنبها وخصوصا أنها تحب الرجل الآخر وهو يحبها وتريد الزواج منه ولكنها خائفة أن تفقد أبناءها لذا تريد الزواج بالسر ودون أن يعلم بذلك أحد، مع العلم بأن والدها وإخوتها ما زالوا على قيد الحياة وهي تبلغ من العمر الثامنة والثلاثين ولديها ستة من الأبناء والرجل الذي تريد الزواج منه يبلغ من العمر خمسين سنة ومتزوج ولديه أبناء كبار ولا يريد أن يعلم بهذا الزواج أحد لنفس الأسباب، فهل يصح الزواج بدون ولي، مع العلم بأن أثنتين من أصدقائه يعلمان بذلكأ وإذا كان لا يصح إلا بولي، فهل يجوز أن يكون وليها أخوها بدلا من أبيها حتى تضمن السرية أرجو إفادتنا في هذا الشأن وما يجب عليها فعله للتكفير عن ذنبها؟ وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي يجب عليك أختي السائلة أن تفعليه أولاً أن تتوبي إلى الله عز وجل من هذه الجريمة العظيمة توبة نصوحاً بشروطها التي نص عليها أهل العلم، وأما الزوج فإن حسابه على الله عز وجل، وعليه التوبة قبل الممات، فإنه متعرض لعقوبة الله عز وجل بسبب ما يرتكبه من ذنوب في حق الله وفي حق زوجته وأبنائه، وإذا كان الطلاق قد حصل فليس للأخت أن تتزوج بهذا الرجل الزاني إلا إذا تاب إلى الله وأقلع عن الزنا، فإن تاب فلها الزواج به.. ولا بأس بعدم إشهار الزواج إذا كان هناك مصلحة للزوجين في ذلك، ولكن لا بد أن يتم بالشروط الشرعية ومنها الولي، ولا يجوز أن يتولى الولي الأبعد (الأخ) مع وجود الولي الأقرب (الأب) وعدم عضله، فإن امتنع من التزويج من الكفء لغير عذر جاز للولي الأبعد تزويجها، وراجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 964، 32843، 55989.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني