الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقصير الأب تجاه أولاده لا يبرر إساءة معاملته

السؤال

ما هو الحديث الذي ينص على أن للابن على أبيه ثلاثة أشياء ومنها الاسم والأم، وماذا على الابن إن لم يوفر له والده تلك الأشياء الثلاثه؟ ماذا عليه أن يفعل تجاه تلك الأشياء وتجاه والده وما واجباته من بر والده في تلك الحالة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلعلك تشير أيها السائل إلى ما اشتهر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد سأله سائل ما حق الأبناء على الآباء؟ فقال: أن يختار له أما صالحة، وأن يسميه اسما حسنا، وأن يحفظه القرآن الكريم. وعلى الرغم من شهرة هذا الأثر إلا أنا لم نقف على سنده في كتاب.

وسواء صح هذا الآثر أم لم يصح فإن معناه صحيح، فقد وردت أحاديث أخرى تؤيد هذا المعنى، فمن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغير الأسماء القبيحة إلى أسماء حسنة؛ وأمر بتحسين الأسماء فقال: فأحسنوا أسماءكم. كما في سنن أبي داود. فمن باب أولى أن يختار الأب لابنه اسما حسنا.

وأما عن اختيار الأم.. فقد ثبت في الحديث: فاظفر بذات الدين تربت يداك، ولكن إن أخطأ الأب في حق الابن ولم يسمه اسما حسنا أو قصر في واجب من واجباته نحوه مثلا فلا يكون ذلك سببا لأن يسيء الابن معاملة أبيه بل عليه أن يؤدي الواجب الذي عليه من بره وإحسانه إليه، وأن يسأل الله أن يغفر له تقصيره في حقه، قد ثبت في الحديث: ستجدون بعدي أثرة وأمورا تنكرونها . قالوا: فماذا تأمرنا يا رسول الله؟ قال: أدوا الذي عليكم وسلوا الله الذي لكم.

فالذي على الابن هو أن يقوم بحقوق والديه عليه من البر والإحسان والطاعة وعدم العقوق. وإن سماه أبوه أو غيره اسما قبيحا فليغير اسمه إلى حسن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني