الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم اشتراط المرأة في من يخطبها أن يكون غنيا ويملك شقة بمكان نظيف وهادئ

السؤال

لدي بعض المعايير للزواج فأود أن أعرف هل أنا مخطئة فيها أو هذا مخالف للشرع؟
باختصار أشترط فيمن يتقدم لي التيسر المادي أي أن يكون دخله يعين على الحياة من غير ترف أو مبالغة، وأن يمتلك شقة بمكان نظيف وهادئ، وإذا تقدم لي أي شخص وليس لديه هذان الشرطان أرفض حتى وإن كان ملتزما وتقيا، فهل أنا مخطئة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل في معيار اختيار الزوج هو الدين والخلق مع القدرة على الإنفاق، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه الألباني.

وذلك لأن في صلاح الدين والأخلاق سعادة الآخرة والدنيا... والقدرة المالية على أمور الزواج أمر معتبر، فهو من الباءة التي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من استطاعها أن يتزوج، وقد أرشد صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت قيس بعدم قبول الزواج من معاوية رضي الله عنه لكونه لا مال له.

ففي حديث فاطمة بنت قيس: قالت: فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد فكرهته، ثم قال انكحي أسامة فنكحته، فجعل الله فيه خيراً واغتبطت. رواه مسلم.

وعلى ذلك فاشتراطك في الزوج أن يكون ميسوراً ليس خطأ، فلا حرج في رفض من تقدم إليك وكان ملتزماً وتقياً ولكنه غير ميسور، ولكن الأولى والأفضل أن تقبليه إذا كان يقدر على مؤونة الزواج، وسوف يكون فيه خير كثير إن شاء الله تعالى.

وإذا لم يتوفر لك إلا غني منحرف أو فقير ملتزم فالأولى قبول الملتزم، لأن الله تعهد بالغنى للمتزوج طلباً للعفة، كما قال تعالى: وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32}.

وفي الحديث: ثلاثة حق على الله عونهم... الناكح يريد العفاف. رواه الترمذي وحسنه الألباني...

ونسأل الله أن يرزقك بزوج تقي ميسور.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني