السؤال
من هم القوم الذين صدقوا فدخلو النار؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيذكر في القصص أن أبا يزيد السبطامي سأله بعض النصارى هذا السؤال فأجابه بأنهم اليهود والنصارى واحتج له بقوله تعالى: وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ {البقرة:113}.
ثم إنه يتعين أن يعلم أن الصدق ليس سبباً لدخول النار، فالصدق سبب لدخول الجنة كما في قوله تعالى: قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {المائدة:119}، وأما هؤلاء فإنهم دخلو النار بسبب كفرهم، وهذه الآية تقتضي ذم أهل الكتابين، فقد قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: وهذا القول يقتضي أن كلا من الطائفتين صدقت فيما رمت به الطائفة الأخرى، ولكن ظاهر سياق الآية يقتضي ذمهم فيما قالوه، مع علمهم بخلاف ذلك، ولهذا قال تعالى: وهم يتلون الكتاب. أي: وهم يعلمون شريعة التوراة والإنجيل، كل منهما قد كانت مشروعة في وقت، ولكن تجاحدوا فيما بينهم عناداً وكفراً.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني