الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إعراض الخاطب عن الخطبة لسماعه ما يسيء عن خطيبته

السؤال

عندما يريد شاب أن يتقدم لخطبة فتاة من أسرة معينة فإنه يقوم بالسؤال عنهم وعن أحوالهم, وكثيرا ما يسمع أنهم أسرة سيئة وقد يكون هناك كلام يمس بعرض الفتاة .. لكن في بعض الحالات قد يكون من سأله هذا الخاطب كاذبا ويؤدي كذبه إلى إعراض الخاطب عن خطبة هذه الفتاة. فما الإثم المترتب على الكاذب وهل على الخاطب إثم حيث إنه أعرض عن الخطبة لسماع كلام سيئ من طرف واحد فقط ولم يتأكد من صحة ما سمعه؟
وجزاكم الله خيرا ..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأما الخاطب فلا حرج عليه في إعراضه عن الخطبة لما سمع عن خطيبته، وإن كان الأولى له أن يتثبت ويتبين لما سمع، ولذا قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ {الحجرات:6} وأما من كذب على تلك الفتاة وتكلم عنها زورا وبهتانا فإثمه عظيم ووزره كبير، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا {الأحزاب:58} وقال صلى الله عليه وسلم: كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه. رواه مسلم.

فوصف المرء بما ليس فيه ولاسيما إن كان يتعلق بعرضه وكرامته من البهتان والزور، وإثمه عند الله عظيم وتجب التوبة والاستغفار منه، وللفائدة انظر الفتويين: 18857، 49897.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني