السؤال
يا شيخ لدى سؤال أريد منكم الإجابة السريعة من فضلكم كنت أنا وأختي في منزل أولاد عمي وصارت مشكلة بين أختي وزوجتي مع أولاد ابن عمي فطردوني من المنزل و أمي غضبت من الذي حصل ومن هذ اليوم ما دخلنا منزلهم بل لن ندخله أبدا هل في هذا حرام أم هو حلال؟ الرجاء الرد السريع من فضلكم ولكم منى كثير الشكر .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلقد أمر الله بصلة الرحم و نهى عن قطعها، فعن جبير بن مطعم أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ. صحيح البخاري وصحيح مسلم.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ الرَّحِمَ شَجْنَةٌ مِنْ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ اللَّهُ مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ. صحيح البخاري، وصحيح مسلم.
وقد أمرنا الله بصلة الرحم حتى لمن يقطعنا فعن عبد الله بن عمرو عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ وَلَكِنْ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا. صحيح البخاري.
فما حدث بينكم وبين أولاد عمكم لم يكن مبرراً للقطيعة، فعليكم أن تجتهدوا في الإصلاح، وإزالة الشحناء، والمداومة على صلتهم بأنواع الصلة المناسبة، مع العلم بأن صلتهم ليست مقصورة على دخول بيتهم، لكن إن كان ترك دخول بيتهم يؤدي إلى القطيعة، فإنه لا يجوز حينئذ، إلا أن تذهبوا لزيارتهم فيمنعوكم دخول بيتهم.
وننبه السائلة إلى أن العفو عن المسيء لا يزيد المسلم إلا عزاً وكرامة، كما أنه سبيل لنيل عفو الله ومغفرته، قال تعالى: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. {النور:22}.
والله أعلم.