الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شهد بالحق فأجلسوه بغير عمل فما حكم الراتب

السؤال

أعمل مهندسا في القطاع الحكومي ومنذ تعييني أبذل قصارى جهدي في العمل وأخاف الله في كل أعمالي الحكومية لدرجة أن الله وفقني كثيرا في إدخال تعديلات فنية لصالح العمل مما وفر كثيرا من قطع الغيار التي تستورد بالعملة الصعبة لدرجة أن الخبراء الأجانب أشادوا بالطريقة التي أعمل بها وكنت أحظى باحترام الجميع وتقديرهم سواء رؤساء ومرؤوسين وكانت هناك شركة مقاولات تقوم بأداء عملها في نفس جهة عملي ولكن تحت إشراف مهندسين آخرين وبعد أن انتهت هذه الشركة من أعمالها تم تحرير محاضر تفيد بانتهاء أعمال الشركة لتصرف الشركة مستحقاتها المالية بالرغم من وجود تقصير من جانب الشركة وقام على إثرها أحد المهندسين للإبلاغ عن الأعمال التي لم تتم بالرغم من حصرها ضمن الأعمال التي تمت وقد استعان بي في الشهادة لخبرتي وفعلا شهدت بما يرضي الله بصحة هذه الشكوى وان الأعمال لم تتم وعند تقدير الأعمال التي لم تتم قدرت بأكثر من مليون جنيه . وبعده انقلب الجميع ضدي وتم استبعادي من الوظيفة التي أعمل بها وأجلسوني في مكتب لا عمل لي على الإطلاق وأنا حاليا أحصل على مرتبي الشهري وكل مستحقاتي المالية ولكن بدون عمل ثم تقدمت لرؤسائي بمذكرات تتضمن إنجازاتي في العمل ومواقع العمل تشهد بذلك إلا انه لم يهتم بها لدرجة أنه تم أيضا ترقية من هم أحدث مني تخرجا وتعيينا وتجاهلوني وسؤالي عن المستحقات المالية التي أحصل عليها شهريا بدون أي أعمال هل هي حلال أم حرام ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أحسنت فيما قمت به من بذلك للجهد في عملك وشهادتك بالحق فيما طلب منك الشهادة فيه، ونسأل الله عز وجل أن يبارك لك في أهلك ومالك، وقد كان الأولى برؤسائك أن يعاملوك بما يليق بأمانتك وحسن قيامك بعملك، أما بخصوص ما تسأل عنه من المستحقات المالية التي تحصل عليها فلا حرج عليك فيها، لأن حكمك مع جهة عملك حكم الأجير الخاص، والأجير الخاص هو من قدر نفعه بمدة زمنية فإذا سلم نفسه للمستأجر ولم يمتنع عن العمل استحق الأجرة كاملة سواء كُلف بعمل أو لم يكلف.

قال الزيلعي في تبيين الحقائق: الخاص يستحق الأجر بتسليم نفسه في المدة وإن لم يعمل. انتهى.

ولمزيد الفائدة يمكنك مراجعة الفتاوى الآتية أرقامها: 53762، 63047، 102455.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني