السؤال
أحكام الصلاة الجماعية؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعندنا على موقعنا المبارك في مركز الفتوى باب خاصٌ بأحكام صلاة الجماعة، فيمكنكَ الرجوع إليه إن شئت، عن طريق العرض الموضوعي ثم رابط العبادات ثم رابط الصلاة ولكننا نذكرُ لك طرفاً من أهم أحكام صلاة الجماعة مع الإشارة إلى الأدلة.
فقد اختلفَ العلماء في حكم صلاة الجماعة، والراجحُ أنها فرض عين على الرجال الأحرار البالغين، وإنما يعذرُ في تركها المريض والمعذور بالخوف وكذا يُعذرُ في تركها بالوحل والمطر ، ومدافعة الأخبثين وحضور الطعام، ودليلُ وجوبها ما في الصحيحين من همِّ النبي صلى الله عليه وسلم من إحراق بيوت المتخلفين عنها ، وإنما تجبُ على من يسمع النداء لقول النبي صلى الله عليه وسلم للأعمى: أتسمع النداء ، قال : نعم ، فقال : فأجب فإني لا أجدُ لك رخصة.أخرجه مسلم .
وتنعقدُ الجماعة باثنين فصاعداً، وكلما كان العدد أكثر كان أكمل في الثواب، وتضعيف ثواب الجماعة على صلاة المنفرد خصه بعض أهل العلم بالجماعة في المسجد فينبغي فعلها فيه ، وأوجبها فيه بعض أهل العلم.
ويجوزُ للنساء حضور المساجد وشهود الجماعات إذا كان بالضوابط الشرعية، و فعلها في البيوت أفضل لهن لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خيرٌ لهن.
وتدركُ الجماعة بإدراك ركعة مع الإمام، وقيلَ بل بتكبيرة الإحرام قبل سلام الإمام، وتدرك ُالركعة بإدراك الإمام راكعاً لما في البخاري من حديث أبي بكرة وأن النبي صلى الله عليه وسلم أقره على الاعتداد بالركعة التي أدرك ركوعها.
وينبغي المبادرة إلى الصف الأول، وفضيلته معلومة ثبتت فيها نصوص كثيرة، والأولى بالإمامة الأكثرُ حفظاً للقرآن إذا كان يُحسنُ فقه الصلاة ، ثم الأعلم بالسنة ، ثم الأقدمُ سناً ، كما دل على ذلك الحديث ، وتجوزُ إمامة المفضول مع وجود الفاضل ، وتصحُ الصلاة خلف كل برٍ وفاجر إذا كان من أهل القبلة.
ويُشرع إتيان المساجد بالسكينة والوقار، لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا أتيتم الصلاة فأتوها وعليكم السكينة والوقار، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا . متفقٌ عليه.
والمشروع أن يكون الإمام قدام المأمومين، وتقفُ إمامة النساء وسطهن لثبوت ذلك عن عائشة وأم سلمة، ويقفُ الواحد عن يمين الإمام لأن النبي صلى الله عليه وسلم أدار ابن عباسٍ فأقامه عن يمينه وكان وقفَ عن يساره. متفقٌ عليه.
ولا يصلي منفردٌ خلف الصف إلا إذا ضاق المسجد ولم يجد مكانا في الصف، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية.
وبالجملة فأحكام صلاة الجماعة كثيرةٌ متعددة، ولو راجعت مركز الفتوى لوجدتَ تفاصيل هذه المسائل، وغيرها الكثير الطيب مما فيه النفع إن شاء الله.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني