الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم اختلاق القصص الكاذبة لإضحاك الناس

السؤال

كنت في الأمس أتكلم مع أناس أعرفهم فقلت لهم إن أحد أصدقائي قال له المعلم: اقرأ فقال صديقي: ما أنا بقارئ فقال المعلم: اقرأ يا ولد فقال: ما أنا بقارئ فضمهُ صديقي الآخر وقال له: اقرأ مع أن الصديق الأول وصديق الثاني لم يفعل وأنا قلت لهم ذلك للضحك ولم أكن قاصداً أي كذبت عليهم بغير قصد وكنت أود أن أخبرهم أنهما لم يفعلا ذلك، ولكن نسيت فهل لي من توبة؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز اختلاق القصص الكاذبة لإضحاك الناس، لما رواه أبو داود والترمذي عن بَهْزِ بن حَكِيمٍ قال حدثني أبي عن أبيه قال: سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقول : وَيْلٌ لِلَّذِي يحدث فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ وَيْلٌ له وَيْلٌ له. قال الترمذي: هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ. فالكذب لإضحاك الناس محرم لا يجوز فعله، وراجع في حكم اختلاق القصص الخيالية الفكاهية لإضحاك الناس فتوانا رقم: 46391 .

كما أنه قد يكون فيما فعلته استهزاء بالدين، وإذا كان ذلك على وجه الاستهزاء بقصة الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم حينما كان في غار حراء فيكون الأمر أخطر، والاستهزاء بالدين من الكفر المخرج من الملة، فعليك أيها الأخ الكريم أن تبادر إلى التوبة النصوح، فمن تاب تاب الله عليه، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.

وشروط التوبة إذا لم يتعلق الذنب بحق الآدمي هي: إخلاص التوبة لله، والندم على الذنب، والإقلاع عن الذنب، والعزم على عدم العودة، وأن تقع التوبة قبل أن تبلغ الروح الحلقوم، وقبل طلوع الشمس من مغربها.

وراجع في بيان ذلك فتوانا رقم: 29785.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني