السؤال
سماحة الشيوخ الأفاضل:في المسجد، ما حكم اتخاذ عادة الإقامة لصلاة العشاء مباشرة بعد الأذان، أي ليست هناك فترة زمنية بينهما، حيث لا يتسنى لنا أن نقول " اللهم رب هذه الدعوة التامة ..." ولو بسرعة .ودمتم ذخرا للإسلام والمسلمين .تلميذكم / أبو صالح / إندونيسيا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا الفعل يشتمل على مخالفة للسنة من وجوه متعددة:
فمنها: أنه يحرم الكثيرين من المصلين من إدراك فضيلة تكبيرة الإحرام، وربما من إدراك صلاة الجماعة جملة لأن الأصل هو تأهب المسلمين للصلاة عند سماع الأذان، فإذا كانت الصلاة تقام متصلة بالأذان لم يكن هناك وقت كاف لإدراك الصلاة أو بعضها للكثير من المصلين.
ومنها: أنه يفوت على المصلين سنة فعل الركعتين بين الأذان والإقامة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: بين كل أذانين صلاة. متفق عليه.
ومنها: أنه يؤدي إلى ترك الإخلال بالأذكار التي تقال عقب الأذان، ولا يعطي المصلين فرصة للدعاء في هذا الوقت الذي هو من أوقات الإجابة.
ومنها: أنه مخالفة للأولى، فإن الأولى والأفضل تأخير صلاة العشاء عن أول وقتها إذا لم يشق على المصلين كما دلت على ذلك نصوص السنة الصريحة.
فالذي ينبغي لكم مناصحة القائمين على هذا المسجد كي يجعلوا وقتا بين أذان العشاء وإقامتهم؛ ليتسنى فعل الركعتين بين الأذان والإقامة لمن أراد فعلهما، وليتيسر قول الأذكار التي تقال عقب الأذان ومنها الدعاء، ولكي لا يحرم بعض المصلين من فضيلة تكبيرة الإحرام ومن فضيلة الجماعة. وأما الصلاة فإنها صحيحة مادامت تقع في الوقت.
والله أعلم.