السؤال
أنا فتاة في الرابعة والعشرين من عمري أرفض الزواج منذ خمس سنوات لاعتقادي بأني مريضة بمرض سرطان الثدي منذ 14 عاما على الرغم من أني أطمئن عند استشاراتي الطبية عن طريق الهاتف والنت بأن هذا المرض لا يستمر لهذه المدة الطويلة ويرجحون السلامة على الخبث..
س1: هل يجوز إخفاء ما أعاني من أعراض المرض عن الخاطب وأفحص بعد الزواج لأني أخاف أن ينفر الخاطب مني؟
س2 اذا كان ما أعاني منه ورم حميد وتخلصت منه هل يجوز إخفاء ذلك عن الخاطب؟
س3 هل يجوز أن أمتنع عن الفحص الطبي خوفا من المرض وخوفا من عدم الزواج؟
أرجو الإجابة على أسئلتي الثلاث بثلاث إجابات منفصلة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما بالنسبة للسؤال الأول فإن كان هذا المرض لا تأثير له على الاستمتاع فلا يلزمك إخبار الخاطب به، وعليه فلا حرج عليك في إخفائه عن الزوج وإجراء الفحص بعد الزواج، بل قد يكون الأفضل إخفاؤه خاصة وأن أهل الخبرة يرجحون سلامتك من هذا المرض.
وأما السؤال الثاني فجوابه أنه يجوز لك أيضا إخفاء هذا الأمر عن الخاطب فيما إذا تبين أنه ورم حميد وقمت بإزالته ، بل ولو لم تقومي بإزالته إن كان هذا المرض لا يؤثر على الاستمتاع كما ذكرنا في جواب السؤال الأول. بل الأفضل أن لا تخبريه؛ لأنه قد لا يتفهم الامر على حقيقته ويقوده ذلك إلى التخوف الذي لا داعي إليه، ولا إثم عليك أبدا في كتم هذا الأمر وعدم إخبار أحد به.
وبخصوص السؤال الثالث فلا حرج عليك في عدم الفحص، بل قد يكون الأولى الإعراض عنه إن لم يكن ثمة ما يدل على احتمال الإصابة بهذا المرض، ولكن إن وجدت بعض الأمارات على احتمال وجوده فلا ينبغي التردد في الفحص، فإن أهل الاختصاص يذكرون أنه كلما كان اكتشاف المرض في وقت مبكر كلما كان ذلك أدعى إلى سرعة علاجه. والأمر لله من قبل ومن بعد ، قال تعالى: قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ. {التوبة:51} .
وننصحك بالتوكل على الله تعالى أولا وأخيرا، بعدم التفكير في الأمر كثيرا فلا تشغلي بالك بأمر قد أخبرك الأطباء أنه لا وجود له.
والله أعلم.