الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يقبل الخاطب وإن كان أقل من الخطيبة علميا وماديا

السؤال

أنا فتاة عمري 33 سنة أعمل أستاذة ميسورة الحال وملتزمة والحمد الله .
تقدم لي مؤخرا شاب في أواخر الثلاثينات من عائلة طيبة ويشهد له بالصلاح والتدين لكن مستواه العلمي ثانوي و مستواه المادي أقل من مستوى عائلتي, كما أنه يعمل حارسا في مؤسسة تربوية بدخل متواضع ولا يملك حتى سكنا, والدي يوافقاني عليه بحجة أن الشباب الملتزم في عصرنا قليل ولا أضمن مجيء أحسن منه خلقا ودينا .
أما أنا فحائرة هل أقبله لأنه رجل صالح ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: إن جاءكم من ترضون دينه و أمانته فزوجوه. هل أقبله خشية من غضب الله مني لآني رفضت رجلا صالحا, أم هل أقبله لآني عانس ولم يعد لي حق الاختيار أم هل أرفضه لأنه لا يوجد تكافؤ بيننا, مما يؤثر على حياتنا في المستقبل. ولا أنسى قصة أمنا زينب بنت جحش وزيد بن حارثة رضي الله عنهما.
أنا خائفة من الفشل بعد كل هذا الانتظار أفيدوني لا أستطيع أن أقرر شيئا أقنعوني بحل أرتاح إليه, علما أني صليت الاستخارة عدة مرات، وادعوا لي بالتوفيق إلي الحل الأنسب.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل في معيار اختيار الزوج هو الدين والخلق، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ. رواه ابن ماجة، الترمذي، وحسنه الألباني.

وذلك لأن في صلاح الدين والخلق سعادة الآخرة والدنيا، لكن ذلك لا يعني أن الفتاة إذا رفضت الزواج من صاحب الدين والخلق، لسبب آخر، أنها تستحق غضب الله، فمن حق الفتاة أن ترفض الزواج بصاحب الدين والخلق لوصف لا تحبه فيه، ولكن ننبهك إلى أن التكافؤ المشترط بين الزوجين هو التكافؤ في الدين، على الراجح من أقوال أهل العلم ، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 998.

والذي ننصحك به هو أن تقبلي الزواج بهذا الشاب، ولا تخشي من هذه الفوارق ما دمتما ملتزمين بالشرع، وما دمت قد استخرت الله عز وجل فسوف يوفقك لما فيه صلاحك. نسأل الله أن يهيئ لك ما فيه خيري الدنيا والآخرة. وللفائدة تراجع الفتوى رقم: 10008، والفتوى رقم: 19698.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني