السؤال
أنا مصاب بالاستمناء في الخلوات، منذ سنوات قرابة العشر سنين. وكلما تطهرت بالغسل أشعر بنجاسة كل ما حولي من فراش وثوب ألبسه، وكل ما لمسته سواء كانت يدي جافة أم أصابها شيء، وهل ما يخرج قبل خروج المنى من سائل يعتبر نجسا؟ وإذا وقع شيء مني أثناء هذا العمل الخبيث يجب غسله حيث إنني أشعر بأنه وقع أو لامس أشياء كثيرة بعد انتهائي. فماذا افعل؟
وكنت منذ سنوات لا أهتم بأمور الطهارة فكنت أمسح نفسي في أي شيء؛ فراش أو غطاء أو حائط أو سجاد ولا يهمنى شيء، وهي فترة جاهلية، أسأل الله أن يتوب علي ويسامحني. فهل يجب على أن أرجع لهذه الأماكن--التي أتذكر بعضها ولا أتذكر الأخرى وهي كثيرة، لأطهرها بعد مرور سنوات ؟ وهل أنا مصاب بالوسواس؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب عليك أن تبادر بالتوبة إلى الله من هذا الفعل القبيح، وهذه العادة المذمومة التي دلت على تحريمها نصوص الكتاب والسنة، وقد بينا حكمها وطريق الخلاص منها في فتاوى كثيرة. انظر منها الفتوى رقم: 7170.
وقد اختلف العلماء في المني هل هو طاهر أم نجس على قولين. والراجح عندنا طهارته، وانظر تفصيل الخلاف في الفتوى رقم: 17253.
وعلى هذا، فلا يلزمك غسل ما أصابه المني من ثوب أو جدار أو غيره، وإن غسلته احتياطاً وخروجاً من الخلاف فحسن، وأما ما يخرج قبل المني، فإن كانت فيه علامات المذي فهو مذي، وإن كانت فيه علامات المني فهو مني، وقد بينا الفرق بين المذي والمني في الفتوى رقم: 4036، والفتوى رقم: 42906.
فإذا علمت بالقرائن كون هذا الخارج منياً فلا يجب غسله وإنما يستحب، وإذا علمت كونه مذياً فيجب عليك غسله، وغسل ما أصابه من فراش أو غيره. ولو طال الوقت فإن مرور الوقت لا يطهر الأعيان المتنجسة، وما شككت فيه فلا يلزمك تطهيره؛ لأن الأصل طهارته. وانظر الفتوى رقم: 114016.
وأما أمر الوسوسة فأنت الذي تستطيع الحكم على نفسك بهذا الصدد، فلعل الله قد ابتلاك بشيء منها لإقدامك على ما يسخطه، وفعلك ما يعرضك لعقابه، وإذا كنت موسوساً فالواجب عليك ترك الوساوس والإعراض عنها، لما في الانسياق وراء الوسوسة من خطر على الدنيا والدين.
والله أعلم.