الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم الالتزام بلوائح السكن الجامعي بحجة عدم التزام الآخرين

السؤال

أنا طالب جامعي، وبحكم أن الجامعة التي أدرس بها بعيدة عن مكان سكني، فقد اضطررت للسكن بالبيت الطلابي الذي توفره الجامعة لطلابها، وعند إتمام إجراءات التسجيل بالسكن يطلب منك تعهد بعدم مخالفة نظم ولوائح السكن، ولكن بعد فترة من إقامتي بالسكن وجدت أن هذه النظم غير معمول بها، سواء من قبل الطلبة أو المشرفين المكلفين من قبل الجامعة بتسيير الأمور في السكن، بل إنهم لا يساعدون على سير النظام، وقد يساعدون الطلبة على عدم الالتزام به، أو يطلبون منا أحيانا الالتزام بأمور لم يعلمونا بها مسبقا. والمشكلة أنك قد لا تستطيع أن تشتكي عليهم لإدارة الجامعة، وفي ظل هذه الفوضى وجدت نفسي عدة مرات مضطراً لمخالفة ما كنت قد تعهدت به؛ لأني لا أجد بديلا عن ذلك. فهل تصرفي كان خطأ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما دمت قد وافقت على شروط الالتحاق بالسكن الطلابي، فيجب عليك الوفاء بها، وذلك لعموم قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ {المائدة:1}، ولقوله صلى الله عليه وسلم: المسلمون عند شروطهم. رواه البخاري.

وكون بعض الطلاب لا يلتزمون بها إهمالاً، فإن ذلك ليس مسوغاً لك أن تكون من جملة المخالفين (إلا أن تكون الإدارة راضية بتلك المخالفة وذلك التجاوز)، وذلك لأن المسؤولية أمام الله فردية، وقد قال صلى الله عليه وسلم: لا تكونوا إمعة، تقولون إن أحسن الناس أحسنّا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا. رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن غريب...

وأما ما تأمرك الإدارة به مما لا نص عليه في العقد بينكما، فلا يلزمك الوفاء به إلا أن تطوع، وهذا تابع للمصلحة التي تراها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني