السؤال
عندما تزوجت تم عمل سحر لزوجتي، حيث كانت تظهر لها واحدة، وكانت عند الجماع بيني و بين زوجتي، كانت زوجتي يغمى عليها بعد الانتهاء من الجماع، وقمت في أحد الأيام بالقراءة على زوجتي فأفاقت كأنها أول مرة تراني أو ترى شقتنا، و قالت ماتت، فأخذت تروى ما كان يحدث، فقد كانت تقوم هذه العفريتة بحملي من على زوجتي أثناء الجماع وترميني في أي مكان وتقوم بمجامعة زوجتي، و أنا كنت أظل كما رمتني لا أتحرك، وتروي عما كان يحدث بيننا على أنه كان يحدث بينها وبين هذه العفريتة، وكانت تضربها وأنا بنفسي رأيت الضرب عليها، و كانت تريد من زوجتي أن تضربني أو تشتمني لكنها كانت ترفض - فهل ممكن أن يكون هناك جماع بين الجن والإنس بهذه الطريقة ؟ يمكن أن تحملني بدون أن أشعر من فوق زوجتي وتعاشرها، كما أنني كنت أشعر بأن زوجتي باردة، كانت تحرضها على إنزال المني بعد الجماع حتى لا يحدث حمل.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن السحر حق، وله تأثير على المسحور بقضاء الله وقدره، فيحصل به التفريق بين الزوجين، وربط أحدهما عن مشاركة الآخر في الجماع، ولكن لا ندري هل ما أصابكم من السحر أم من مس الجان، فقد ذكر بعض أهل العلم أن الشياطين يعتدون على بني آدم ويعشقونهم ويشاركون الرجال في النساء، واستدلوا لذلك بقول الله تعالى: وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا {الإسراء: 64}.
وقال البغوي في تفسير هذه الآية: وروي عن جعفر بن محمد أن الشيطان يقعد على ذكر الرجل فإذا لم يقل: "بسم الله" أصاب معه امرأته وأنزل في فرجها كما ينزل الرجل. وروي في بعض الأخبار: إن فيكم مغربين قيل: وما المغربون؟ قال: الذين يشارك فيهم الجن. وروي أن رجلا قال لابن عباس: إن امرأتي استيقظت وفي فرجها شعلة من نار؟ قال: ذلك من وطء الجن. اهـ
وبناء عليه، فإنا ننصحكم بالتحصن من الشياطين وشرهم، وذلك بالرقية الشرعية والمداومة على أذكار الصباح والمساء والطهارة والآداب المطلوبة عند الجماع.
قال ابن قدامة في المغني: آداب الجماع: تستحب التسمية قبله، لقول الله تعالى: وقدموا لأنفسكم. قال عطاء: هي التسمية عند الجماع. وروى ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو أن أحدكم حين يأتي أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فولد بينهما ولد، لم يضره الشيطان أبدا. متفق عليه. اهـ
وراجع في بعض التحصينات والعلاجات للوقاية من السحر والشياطين والرقية الشرعية الفتاوى التالية أرقامها: 36246، 13999، 45739، 33860، 36246، 58076، 80694..
والله أعلم.