الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قال لامرأته إن شئت ألا أريك وجهي أبدا فأنا مستعد

السؤال

تشاجرت مع زوجي وقد خيرني فقال لي إن شئت أن لا أريك وجهي أبدا فأنا مستعد، فهل هذه الجملة تعتبر طلاقا؟ خاصة و أني سألته بعد فترة عندما هدأت الأمور عن الفترة التي كان ينوي الغياب بها فقال لي يومين أو ثلاثا أو يوما ويومين لا أذكر الرقم بالتحديد ولكنه أكد لي أنه لا يقصد شيئا آخر يعني الطلاق ولكنه لم يتلفظ به أنا أشك باستمرار زواجي منه لأنني قرأت في كتاب فقه السنة أن الشافعي رضي الله عنه قال: ألفاظ الطلاق الصريحة ثلاثة: الطلاق والفراق والسراح، وأنا أعتقد أن الجملة التي قال لها لي زوجي وهي كالتالي: أنني إن شئت أنا أن لا يريني وجهه أبدا فهو مستعد لذلك، هل تعني هذه الجملة أحد هذه الألفاظ الثلاثة التي قالها الشافعي وهي الفراق بكسر الفاء وضم القاف، فإن كانت هذه الجملة من أحد هذه الألفاظ الثلاثة فهي لفظة صريحة ولا تستوجب النية كما هو مدون بكتاب فقه السنة، و مما هو جدير بالذكر أنني أثناء الخلاف معه أو الجدال قلت له فعلا لم لا نبتعد عن بعضنا لفترة كأن أذهب أنا لبيت أهلي و تذهب أنت للبر مع صحبك ألى أن تهدأ نفوسنا ، لأن زوجي دائما يقول لي أنا اقترحت عليك أن أخرج من المنزل بسبب اقتراحك لي فقط لا غير ألست أنت من طلب ذلك؟ وقد خيرني أيضا بأن لا أذهب لبيت أهله إن شئت وهم سبب الخلاف الدائر بيننا، إذن أريد أن أؤكد أنني فعلا طلبت من زوجي أن يبتعد كل منا عن الآخر إلى أن تهدأ النفوس.
أكرر سؤالي بعد كل هذا الشرح للموقف و لسبب شكي، هل أنا الآن مطلقة بسبب جملة: إن شئتي أن لا اريكي وجهي أبدا فأنا مستعد، التي لربما تعني الفراق؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالعبارة المذكورة لا يقع بها طلاق لأنها ليست صريحة فيه، والزوج لم يقصد بها الطلاق، وحتى لو كان قال إن شئت أن أطلقك فإنه لا يقع الطلاق ما لم يوقعه الزوج، وهو لم يوقع طلاقا ولا قصده، فدعي عنك تلك الهواجس والأوهام، واحذري أن تؤدي بك إلى الوسوسة، ولا تعتمدي في مسائل العلم وأمور الفقه على مجرد قراءتك الخاصة وفهمك، بل لا بد من مراجعة أولي العلم حتى يضعوا الكلام موضعه، وقديما قيل:

إذا رمت العلوم بغير شيخ ضللت عن الصراط المستقيم

وتشتبه الأمور عليك حتى تكون أضل من توم الحكيم .

وللفائدة انظري هاتين الفتويين: 36978، 2589.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني