الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سوء الخلق والتفريط في الدين يبيح طلب الطلاق

السؤال

أنا شابة متزوجة مند 8شهور لكن لم يدخل بي زوجي بعد، لأنه لم يجهز بعد رغم أنه يكسب جيدا من عمله ولم يدفع لي مهري، فهو مسرف و عائلته تعينه على ذلك رغم عدم حاجتهم لدعمه بل هم يحبون التبذير والرياء، وهو شديد الارتباط بهم و مسير من أمه -رغم أنهم لا يرشدونه للصواب- فأبوه وأخته لا يصلون.
أنا ألاحظ فيه كثرة الكذب، ولا يفي بوعوده في بعض الأحيان، ولا يصلي دائما في الوقت، وهو اجتماعي بطبعه بشكل مفرط حتى مع النساء، وأنا على عكسه خجولة جدا، ويصاحب بعض الأصدقاء ليسوا على خلق حسن،لكنه يحسن معاملتي ويقول لي إنه يريد تحسين أخلاقه، حيث كان يشتغل في الخمر وتركه لأني اشترطتها في الخطبة. لكن مؤخرا اكتشفت أنه يكلم امرأة عبر الهاتف كان يعرفها قبل زواجنا وهي سيئة الخلق، فنفى في بادئ الأمر وأخد يحلف أنه لا يعرفها، وفي الأخير اعترف وقال إنها تلاحقه وهي التي تكلمه.
أنا لم أثق به، وخفت أن يلاحقني هذا الإحساس بالشك فطلبت الطلاق.
هل أنا آثمة، فأنا ألاحظ أني وهو نختلف كثيرا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل أنه لا يجوز للمرأة أن تطلب من زوجها الطلاق إلا أن يوجد مسوغ شرعي لذلك، فقد روي الإمام أحمد، و أبوداود، والترمذي، وابن ماجه عن ثوبان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة.

وقد ذكرنا جملة من الحالات التي يشرع للمرأة فيها طلب الطلاق بالفتوى رقم: 37112، ومن هذه الحالات الضرر فإن كان هذا الشاب فعلا على الحال الذي ذكرت من تفريطه في دينه، إضافة إلى سوء خلقه، وخشيت الضرر من ذلك فيجوز لك المطالبة بالطلاق، بل قد يكون ذلك أولى، فحصول الطلاق قبل الدخول أهون وأقل آثارا سلبية من حصوله بعد الدخول.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني