الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بنى شقة في بيت أبيه بإذنه ويريد أبوه الاستيلاء عليها

السؤال

قبل عدة أعوام قام أبي بالطلب مني أن نقوم بإعادة إعمار بيتنا، وأن تكلفة الإعمار سيساهم هو فيها معي، ووافقت على ذلك، ولكن بعد أن بدأنا العمل في إعادة إعمار البيت أخل أبي بوعده ولم ينفق ولو شيكلا واحد. وتكفلت أنا بتكاليف البناء كلها وهي مكلفة جدا، وبعد ذلك وبإلحاح من أبي قمت ببناء شقة صغيرة لي فوق بيت أهلي لأتزوج فيها.
والآن وبعد مرور ثلاث سنوات، اتفقت أنا وأخي الأصغر مني أن أبيع له هذه الشقة في حال تجهيزي لبيت جديد ورحيلي من البيت، ولكني تفاجأت بوقوف أبي أمامي، وقال لي: ليس لك شيء في هذا البيت ولا في الشقة، ولا يحق لك أن تبيع شيئا ولا حتى أن تأخذ منه شيئا، وأنه لا يريد أحدا عنده في البيت فهو يريد أن يعيش هو وزوجته، وولده المنتظر من زوجته في شقتي رغما عني، وقال لأخي إن أراد الزواج فعليه استئجار بيت، على الرغم من علم أبي بعدم قدرة أخي المادية على الإطلاق، فقلت لأبي إن أراد أن يستولي على شقتي فو الله لن أسامح ولو بحبة رمل فيه، وقلت هذا لأني أشعر بالظلم.
لماذا كل هذه القسوة علينا؟
من أجل رضا امرأته ومولودها القادم!
فهل يحق لهذا المولود أن يأخذ حقنا قبل حتى أن يرى النور؟
فهل يحق لي أن لا أسامح في حقي في البيت وأن يسكن أخي مكاني في الشقة حتى لو لم يوافق أبي، علما بأني أيضا ساهمت في جزء من ثمن هذا البيت عندما اشتراه أبي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كنت تكفلت ببناء بيت والدك بنية الرجوع على الوالد بما أنفقت من مال فمن حقك مطالبة الوالد بهذه النفقة.

وراجع الفتوى رقم: 47572 .

وأما في موضوع الشقة التي بنيتها فوق منزل الوالد بإلحاح منه، فالظاهر أن والدك وهب لك علو بيته لتبني فيه، فالشقة ملكك، ولك الحق في بيعها، ووالدك مخير بين أن يشتري هو الشقة منك، أو يتركك تبيعها لأخيك.

وراجع للمزيد الفتوى رقم 67263

والذي نراه هو أن تحاور والدك وتتحدث معه بالحكمة، وتخاطب فيه جانب الأبوه والحنو، أو أن توسط لديه من أصدقائه الخيرين من يصلح بينكما بالعدل والقسط.

وإن تركت ذلك كله لوالدك فهو خير وأفضل، وسيعوضك الله خيرا منه وأحسن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني