السؤال
هل الدعاء علي الشاب الذي زنا بفتاة من قبل الفتاة بأن ينتقم الله منه، وأن تقول له منك لله وحسبي الله ونعم الوكيل، هل هذا الدعاء ذنب علي الفتاة؟ وهل إن سامحت الفتاة هذا الشاب هل يخفف عنه من العذاب؟ وهل يجب عليها أن تكرهه وإن كان قبلها لازال يحبه، رغم أنها قطعت علاقتها به بعد إثمه، وهل إن قررت عدم الزواج تعد آثمة رغم أنها لم تزن إلا مرة واحدة وفي الدبر، وهل إن ذهبت لطبيب نفسي وأخبرته بما فعلت لكي تقف علي أسباب تحول شخصيتها من الالتزام إلي الانحراف يعد مجاهره بالذنب؟ نرجو الإفادة والاهتمام بالرد علي الأسئلة لأهمية الأمر علي حياة هذه الفتاة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالدعاء على الظالم يجوز بقدر مظلمته، فما تدعو به هذه الفتاة ليس فيه إثم عليها، لكن ينبغي أن تعلم هذه الفتاة أن ما حدث بينهما إن كان عن طواعية منها فهي شريكة له في الظلم، والواجب عليها أن تكرهه لما تلبس به من إثم وبقدر ما هو عليه من المعصية، وإذا سامحته هي فذلك يرفع عنه ما يتعلق بحقها أما ما بينه وبين الله فذلك متوقف على توبته وقبول الله لها.
وإذا قررّت هذه الفتاة عدم الزواج فهي مخالفة للسنة ومنابذة للفطرة، وإذا كان ذلك يؤدي إلى الوقوع في الحرام فهو حرام وتأثم به بلا شك.
والواجب على هذه الفتاة التوبة إلى الله بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود، مع الإكثار من الأعمال الصالحة، وسترها على نفسها.
أما عن حكم إخبارها الطبيب النفسي بما وقع منها، فالأصل أن الإخبار بالمعصية إذا كان لمصلحة شرعية لا حرج فيه، لكن ننبه إلى أن الأمر قد لا يستلزم ذكر ما حدث بالتصريح به، بل بمعنى أن تكتفي بما يشعر بذلك.
وقد وضع الشرع حدوداً للمرأة إذا لم تحافظ عليها كانت عرضة للوقوع في الحرام، فمن ذلك أمرها بالحجاب الشرعي الذي يستر بدنها عن الأجانب، ومنعها من الخلوة برجل أجنبي، ومن ذلك التزام الحياء والاحتشام في الكلام مع الأجنبي عندما تدعو الحاجة -المعتبرة شرعاً- إليه، والبعد عن الليونة والخلاعة.
فعلى هذه الفتاة أن تلتزم حدود الشرع، وتحرص على تقوية صلتها بربها، وتحرص على تعلم أمور الدين، واختيار الرفقة الصالحة التي تعين على الخير، وشغل أوقات الفراغ بالأعمال النافعة، والدعاء بأن يرزقها الله بزوج صالح، فإن في ذلك سعادة الدنيا والآخرة.
والله أعلم.