السؤال
قال تعالى: وأن ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب. هل كانت عصا موسى حية أو تشبه الحية، فهل أقول ثوبي كأنه ثوب أو فرسي كأنها فرس؟ إذا علمنا أن العصا أصبحت حية حقيقة عيانا بيانا، فلماذا ذكر الله تعالى أن العصا كأنها حية رغم أنها كانت حية بالفعل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن عصا موسى قد تحولت بالفعل إلى حية حقيقة، كما جاء في عدة آيات من كتاب الله تعالى، وذلك من المعجزات الحسية التي أيد الله تعالى بها نبيه موسى -عليه السلام- وقد التهمت العصا جميع الحبال التي ألقاها سحرة فرعون، وخيلوا إلى الناس بسحرهم أنها حيات، وهي ليست حيات على الحقيقة؛ ولهذا عند ما شاهدوا عصا موسى تتحول إلى حية حقيقة أذعنوا، وعلموا أن هذا ليس تشبيها ولا تخييلا..
وأما قول الله تعالى: كأنها جان. فهو تشبيه لها بنوع من الحيات، لا أنها لم تتحول إلى حية حقيقة، والجان جنس من الحيات معروف كما قال أهل التفسير. وليس فيه ما ينفي أنها تحولت إلى حية حقيقة كما جاء في الآيات الأخرى كما في قوله تعالى: وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا. وفي قوله تعالى : .. فإذا هي حية تسعى. بدون أداة تشبيه.
ومن المعجزات التي أظهرها الله في عصا موسى- غير انقلابها حية إذا ألقاها، ورجوعها طبيعية إذا أخذها بيده- انفلاق البحر لما ضربه بها. ومنها: انفجار الماء من الحجر عندما يضربه بها.
والله أعلم .