السؤال
لدي أخ عمره تجاوز العشرين، ولد متخلفا عقليا، ومن سنين ساءت حالته جدا من عنف وتخريب وأتعب والداي جدا وهما الآن كبيران في السن، وقد أكد الأطباء أن لا علاج لحالته، وأنا أرأف لحالهم جدا وكثيرا ما أدعو الله أن يميت أخي ليرتاح والداي، علما بأنني لا أسكن معهم بعد زواجي. فهل أنا آثمة بدعائي ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يعين والديك وأن يرزقهما الصبر والأجر، ولا شك أن هذا ابتلاء وعاقبة الصبر عليه محمودة إن شاء الله، ونذكركم بقوله صلى الله عليه وسلم: عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ. رواه الترمذي وحسنه، وابن ماجه، وحسنه الألباني.
وقد سبق ذكر بعض البشارات لأهل البلاء والمصائب وبيان الأمور المعينة على تجاوز المصائب في الفتويين رقم: 18103، 5249.
وأما الدعاء على أخيك بالموت فلا يجوز؛ إذ لا ذنب له فيما يفعله فهو مرفوع عنه التكليف وغير مؤاخذ على فعله بوالديك، وإذا كان الإنسان لا يجوز له أن يدعو على نفسه فكيف يجوز له الدعاء على غيره بغير وجه حق، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ لَا تُوَافِقُوا مِنْ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ. رواه مسلم.
ويمكنك الدعاء بصيغ أخرى لا ظلم فيها لأخيك كأن تقولي: اللهم ارحمه مما هو فيه.
والله أعلم.