الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اجمعي بين تلبية رغبة زوجك في الكلام معه، وبين تجنب إغضاب والدك

السؤال

أنا فتاة تم عقد قراني على شاب، ولكنه لم يدخل بي ومازلت فى بيت والدي، هو الآن في عمله في بلد آخر ويكلمني عن طريق النت أو الهاتف، ولكن في بعض الأحيان نتكلم في أوقات متأخرة معه دون علم والدي حيث إنه يرفض كلامي معه عن طريق النت، فكيف لي أن أتصرف في ذلك الموقف؟ هل أستمر في الكلام معه؟ دون علم أبي؟ أم أرفض الكلام معه؟
علما بأن النت يعتبر طريقة التواصل بينا الوحيدة نظرا لارتفاع ثمن المكالمات الهاتفية مع العلم أن والدي لم يشترط علي أو على زوجي منع الكلام، لكني أعلم أن هذا الوضع يضايقه إلى حد ما.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما دمت قد عقد لك على هذا الشاب، فقد أصبحت زوجة له شرعا، وصار يباح لكل منكما من الآخر ما هو مباح بين الزوجين، ولكن قد قد ذكر الفقهاء أنه لا يجب على المرأة طاعة زوجها حتى يسلم إليها مهرها المعجل.

وقد بينا في الفتوى رقم: 77995. وذكرنا فيها أن طاعة الوالدين حينئذ تكون مقدمة على طاعة الزوج. أما إذا سلم إليها مهرها المعجل فإن طاعته تكون مقدمة على طاعة الوالدين.

وفي خصوص ما سألت عنه فإن كان مقصودك أن النت ملك للوالد وهو يرفض استخدامك له، فالجواب أنه ليس يباح لك استخدامه إلا بإذنه، لأنه لا يباح مال شخص إلا بطيب نفس منه، وإن كان المقصود أن الوالد لا يحب كلامك مع زوجك قبل أن يتم الدخول، فالجواب أنك قد علمت مما ذكرنا أن طاعة الوالد في مثل ظروفك مقدمة على طاعة الزوج، ولكن طالما أنه لم يصدر تحذير صريح من والدك لك فلا نرى عليك حرجا في أن تجمعي بين تلبية رغبة زوجك في الكلام معه، وبين تجنب إغضاب والدك بذلك إذا أمكن الجمع بين الأمرين بأن تكتمي عن أبيك محادثتك لزوجك، وإن لم يمكن ذلك تعين تجنب إغضاب الوالد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني