الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة مقبولة إذا تحققت شروطها

السؤال

أنا أحب فتاة وهي فى غاية الاحترام والتدين، لكن للأسف الشيطان أغواني وجعلني أجرها معي وأفعل أشياء لا أخلاقية في التليفون فقط. لم يحدث أي شيء بيننا إلا عبر التليفون فقط، أي كنا نفعل كل شيء مثل الأزواج، والآن استيقظنا ونستغفر ربنا ونريد ربنا أن يسامحنا فماذا نفعل؟ وهل لنا توبه أم لا؟ أرجو الرد مع العلم بأني أحب هذه الفتاة جداً وأتمنى أن تكون زوجتي فى المستقبل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن نعمة الله على عبده أن ينتشله من سبل الضلالة ويأخذ بحجزته عن النار، ويهديه سبيل الرشاد فعليكم شكر هذه النعمة الجليلة، وكل من تاب إلى الله توبة صادقة فإن الله سبحانه وتعالى يقبل توبته، مهما عظم ذنبه، طالما كان ذلك قبل أن يدركه الموت، وقبل طلوع الشمس من مغربها، قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ* وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ* وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ. {الزمر:53-54-55}. وقال عليه الصلاة والسلام: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر. رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد وحسنه الألباني. الغرغرة: بلوغ الروح الحلقوم.

وقال عليه الصلاة والسلام: لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها. رواه أبو داود وأحمد وصححه الألباني.

وقد سبق الكلام عن التوبة المقبولة في الفتوى رقم: 5450.

ويمكنك الزواج وهو الأفضل لكما لقوله صلى الله عليه وسلم: لم نر للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

وانظر للمزيد من الفائدة الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 57688، 28288، 22368.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني