الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية منع الوالد فاقد الذاكرة من الخروج من البيت دون إرهابه أو إيذائه

السؤال

الشيخ الفاضل: أرغب في سؤالك عن مسألة وهي: أن والدي شيخ كبير في السن، ويعاني من فقدان الذاكراة ولا يعرف أحدا، لكنه يحاول الخروج من المنزل ولا يعلم إلى أين يذهب؟ ولا نستطيع أن نمنعه إلا إذا أرهبناه بأشياء وهمية خوفا عليه ومن أجل مصلحته، فهل في ذلك شيء علينا نتيجة ذلك العمل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز لكم إرهاب أبيكم بأشياء وهمية، فإن هذا يتضمن محذورين: الأول: الإخبار بخلاف الواقع، وهذا هو حقيقة الكذب، ولا يجوز اللجوء إليه إلا لضرورة. الثاني: إرهابه، وهذا لا يجوز أيضا ويتعين الحذر من مثل ذلك في حق الأب، لما له من حق عظيم إذ يجب بره والإحسان إليه وفعل أي من هذين المحذورين يتنافى مع ذلك بل فيه نوع من العقوق.

ولا نحسب أنكم تعدمون وسيلة أخرى تخلو من المفاسد الشرعية، ومن ذلك إغلاق الباب، وملازمته هو أغلب الوقت ونحو ذلك، ثم إنه إذا افترضنا أن هذا قد تعين وسيلة إلى منعه من الخروج، فإنه يمكنكم استخدام المعاريض وهي التورية في الكلام، فيمكنكم مثلا أن تعرضوا بأن الخروج غير آمن، وفي أذهانكم الخوف من تعرضه لحوادث السيارات مثلا، وفي المعاريض مندوحة عن الوقوع في الكذب، روى البخاري في الأدب المفرد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: أما في المعاريض ما يكفي المسلم الكذب. وروى أيضا عن عمران بن حصين رضي الله عنهما: إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب.

ونوصيكم في ختام هذا الجواب ببر أبيكم والإحسان إليه والصبر عليه، فهو طريقكم إلى الجنة، روى الإمام أحمد والترمذي وابن ماجة عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: الوالد أوسط أبواب الجنة، فأضع ذلك الباب أو احفظه. ولمزيد الفائدة نرجو مطالعة الفتوى رقم: 107351، وكذلك ما تضمنت من فتاوى محال إليها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني