الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سفر الولد للتجارة والكسب جائز بغير إذن الوالدين.

السؤال

أنا أقيم بأوروبا مع زوجتي، ولدينا ما شاء الله أربعة أطفال، قبل عشر سنين كنت أعمل مع والدي في المغرب في شركة للسيارات- كما تعلم يا شيخ- لكي تبيع السيارة لا بد من القرض وفي المغرب لا توجد بنوك بدون فائدة. إذن نحن ملزمون بالبيع عن طريق البنك، سافرت إلى أوروبا لكي أعمل هناك فبفضل الله تمكنت من العمل، عمل شريف والحمد لله رغم أن الراتب قليل، فأنا أحمد الله تعالى على كل شيء، لكن مشكلتي أن والدي لم يعجبه ما فعلته فكان يطلب مني العودة، وللإشارة لدي أربعة إخوة يعيشون في نفس المدينة التي يوجد فيها أبي وأمي. فهل رفضي يغضب الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجب عليك العودة إلى بلدك ما دام أبوك يجد من يقوم برعايته ولا يتضرر بسفرك، فإنّ سفر الولد للتجارة والكسب جائز بغير إذن الوالدين.

قال الكاساني: وَكُلُّ سَفَرٍ لَا يَشْتَدُّ فيه الْخَطَرُ يَحِلُّ له أَنْ يَخْرُجَ إلَيْهِ بِغَيْرِ إذْنِهِمَا إذ لم يُضَيِّعْهُمَا لِانْعِدَامِ الضَّرَرِ. بدائع الصنائع.

لكن عليك أن تجتهد في برّه والإحسان إليه ما استطعت، وإذا أمكنك أن تطيعه في العودة بغير ضرر يلحقك فهو أولى بلا شك، وينبغي أن تنصحه بتحري الكسب الطيب الحلال واجتناب المعاملات المخالفة للشرع.

وننبّه السائل إلى أنّ الإقامة في بلاد الكفر لا تجوز إلا إذا تمكن المقيم فيها من إقامة شعائر دينه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني