الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لجأ إلى الكذب والحيلة فحصل على رسوم مخفضة

السؤال

هنالك مكتب تنسيق مع بعض الجامعات الأجنبية للتعلم عن بعد, فمندوب يعمل بالدولة عندنا ومندوب خارج البلاد والله أعلم, تحدثت مع المندوب الذي يعمل خارج البلاد باسم معين وأعطاني سعرا معينا لكل لقب, ولكنني شككت بالموضوع فبعثت له رسالة ألكترونية على أنني شخص آخرـ امرأة مطلقة ـ وأعطاني على الإيميل سعرا منخفضا جدا عن السعر الذي أعطاه للرجل, وبعدها قلت له أنا لا أريد أن أتعلم ـ المطلقة ـ وأخبرته أن قريبا لي يريد أن يتعلم ـ قريب المطلقة ـ بنفس الجامعة ونفس التفاصيل, فأعطاني سعرا له أكثر من السعر الذي أعطاه للمطلقة بقليل, ولكن ليس كالسعرالمرتفع جدا الذي أعطاني إياه أول مرة ـ وقال لي هذا هو السعر لهذه الجامعة ولا أستطيع أن أعمل تخفيضا، لأنها جامعة سمعتها جيدة وما إلى ذلك فاستغربت جدا، لأنه حتى بدون تخفيض ما زال أقل بكثير من السعر الذي أعطاني إياه أول مرة, فقلت له ـ المطلقة ـ ولكنك قلت لي سعرا معينا وأنا وعدت قريبي به, فقال لي حسنا سوف أعمل له نفس السعر الذي عملته لك بسبب وعدي لك ولا تنسي أنني أعطيتك هذا السعر لأنك مطلقة، ثم اتصلت به على أنني قريب المطلقة وبالفعل اتفقنا على السعر الذي أعطاه للمطلقة, ولكنه سعر بعيد جدا عن السعر الذي أعطاني إياه أول مرة, عندما تحدثت معه يقول إنه أعطاها هذا السعر، لأنها توجهت إليه مباشرة وليس عن طريق المندوب الموجود عندنا بالدولة، لأنه يأخذ عمولة ـ والله أعلم ـ فهل ما عملته حراما؟ وهل علي أن أدفع السعر الأول الذي أعطاني إياه الذي يزيد تقريبا أكثر من الضعف في اتصالاتي الأولى وأرضى بالظلم؟ أم أدفع له السعر الجديد الذي اتفقنا عليه على أساس أنني قريب المطلقة؟ مع العلم أنني عندما قلت له ـ المطلقة ـ أن قريبي يريد أن يتعلم أعطاني سعرا له وقال: أنا أود أن أساعد قريبك، ولكن الرسوم الدراسية لهذه الجامعة هي، وهذه الرسوم قبل التخفيض أيضا منخفضة جدا بالنسبة لما طلبه مني أول مرة, وتزيد قليلا عن الرسوم التي أعطاها للمطلقة لا أعرف أنا، لماذا يعطي لكل شخص سعرا آخر؟ وهل هو بالفعل لأنني توجهت إليه بدون التوجه للمندوب الذي يعمل بالدولة لذلك السعرأقل أم هنالك أسباب أخرى؟ أنا بحاجة ماسة للتعليم وقررت أن أتعلم عن طريقهم، لأن الجامعة معترف بها ـ والله أعلم ـ وعن بعد، ولكن لا أريد أن تكون حقوق الناس بذمتي، فهل إذا قبلت بالسعر الذي أعطاه لقريب المطلقة يكون ذلك حراما وفارق السعر بذمتي على أنه حقوق ناس؟ أم أكمل على هذا الأساس وأتعلم ولا حرج علي؟ فما العمل؟ أرجوك، مثال لتبسيط كلامي، فأول اتصال لي قال مثلا: 40 ألفا، المطلقة قالت له لا يمكنني أن أدفع لكل لقب إلا 18، قال لها عندي جامعة ولكن ب 20 ألفا، وبعد فترة قالت له لا أريد أن أتعلم ولكن قريبي، قال لها: لا أستطيع فهذه الجامعة سعرها 25 ألفا، قالت له وعدت قريبي ب 20ألفا، قال لها حسنا قبلت من أجل وعدي أي أنه بدون علاقة لأي شيء لي أول مرة أعطى سعرا مرتفعا جدا, ولقريب المطلقة يقول إن سعر هذه الجامعة هو مثلا 25 ألفا قبل التخفيض, أي أنه ما زال أقل بكثير من السعر أول مرة، آسف للإطالة ولكن أنا بهذه الطريقة اكتشفت أنه يعطي أسعارا مختلفة, فهل حرام ما عملته؟ وهل إذا قبلت بالسعر الذي أعطاه لقريب المطلقة الوهمية يكون حراما؟ وبمثابة حقوق له بذمتي؟ مع أنه وافق على التخفيض.
أستحلفك بالله أن ترد.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أخطأت في الكذب والحيلة وعليك أن تتوب إلى الله تعالى من ذلك بأن تندم على ما قمت به، وتعزم أن لا تعود إلى مثله، وما دام العقد وقع بالتراضي بينك وبينه فهو صحيح ولا حرج عليك في الدراسة بما اتفقت معه عليه من رسوم وهوـ20ـ ألفا .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني