الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من العقوق رفع الصوت على الوالد وأخذ ماله دون علمه

السؤال

عندي والد لا يقصرمعي في شيء، ويعطني ما أطلب، ولكن لا يعطيني المال عندما أطلبه منه إلا بعد عناء طويل يمكن أن يصـل إلى العصبية، وبعض المرات لا أتمالك نفسي وأنفعل كثيراً وأرفع صوتي، وهذا يسميه عقوقا بالولدين، وأنا لا أريد أن يحصـل ذلك، فأختصر الموضوع بأن آخذ منه من دون أن يعلم ولكن يعلم في النهاية أني أخذت منه المال من دون علمه، لكن لا يقول لي شيئاً؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الأدب مع الأب والحرص على رضاه والإحسان إليه والبعد عما يسخطه واجب شرعي من آكد الواجبات، فقد قال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا .{الأحقاف:15}.

ورفع الصوت على الوالد والانفعال في التعامل معه وسرقة ماله يعتبر مخالفا لإرضاء الوالد والإحسان إليه وهو محرم شرعا، فقد قال ابن الصلاح في فتاواه: العقوق المحرم كل فعل يتأذى به الوالد. انتهى.

ولا يفيدك في الأمر سكوته بعد العلم بأخذك المال ما دمت لست متأكدا من إذنه، فالواجب عليك أن تتوب من كل ما يسخط الوالد، وأن تستسمحه فيما أخذت من المال، فإن لم يسامحك وجب عليك أن ترده لما في الحديث: على اليد ما أخذت حتى تؤديه. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.

هذا إذا كان الأب ليس مقصرا في النفقة الواجبة عليه، وأما إن حصل منه تقصير فيما يجب عليه من النفقة وكنت عاجزا عن كفاية نفسك فيجوز أن تأخذ من ماله بقدر الكفاية لقوله صلى الله عليه وسلم لهند: خذي من ماله ما يكفيك وولدك بالمعروف. متفق عليه.

وقد قدمنا الكلام على هذا الموضوع في فتاوى سابقة فراجع منها الفتاوى التالية أرقامها: 30148 31157،21859 ، 71771، 100770.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني