الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الدعاء على النفس والأفكار غير اللائقة عن الذات الإلهية

السؤال

حالتي ـ جزاكم الله خيرا ـ بدأت من زمان، ولكنها بشكل تدريجي، حيث كانت حالتي بسيطة لا تذكر وتحولت إلى شيء لا أقدرعلي التخلص منه وهو أفكار مزعجة كانت في الأول تأتيني خفيفة وكلما أهم بالسفر بالطائرة أو بالسيارة أتذكر جميع الذين صارت لهم حوادث وأنه سيصيبني مثلهم، ولكن تختفي هذه الأفكارعندما أصل ـ بحمد الله ـ إلى المكان الذي أريده، ولكن هذه الأفكار كانت خفيفة جدا وتطورت بعد الثانوية، حيث درست ترما واحدا فقط وتركت الدراسة وجلست عن الترم الباقي وخلال هذه الفترة لو تكلم أحد أمامي عن مرض أحس أنني مصاب بهذا المرض ولو ذكر أعراض أي مرض أحس أنني مصاب بها لدرجة أنني أذهب إلى المستشفى للتحليل حتى أرتاح من هذه الأفكار، وهذه أيضا كانت خفيفة، ولكنها تطورت وبدأت تزداد عندما سجلت في الجامعة من أول ترم بعد أن قابلت أحد الزملاء وجلسنا نتكلم عن الدرجات وقال لي يا رجل الدنيا فانية في شكل إحباط وتشائم ومن بعدها وأنا محبط لا أحس بطعم أي شيء وأصبحت أوسوس في كل شيء، وعندما يتكلم أحد عن السفرأحس أنه سيصيبني شيء قبل السفر، ولوذكر تاريخا معينا أحس أنه ينبهني إلى أنه في هذاالتاريخ سيصيبني مكروه، وأناعلى هذي الحالة، بل تزداد كل يوم، لدرجة أنني عندما أريد أن ألعب الكورة مثلا: تأتيني فكرة وهي أنني لو لعبتها سيصيبني مكروه وأغير رأيي وأترك اللعب، ولو أردت أن أتفرج على مباراة يحدث معي نفس الشيء، ولوأردت الخروج مع أصحابي، أوالدخول على النت فكذلك أيضا، وأدعو على نفسي وعندما تأتيني الحالة لا أقدر أن أوقف التفكير فيها وأتعب وتصيرعندي ضيقة نفسية وأحبس نفسي بالبيت وحينما أذهب إلى أصحابي يلاحظون أنني أكلم نفسي ويضحكون مني، وتطورت هذه الأيام إلى سب المولى الكريم ـ والعياذ بالله ـ ولكنني أستطيع أن أبدلها بفكرة أخرى وأستغفر، ولكن الذي لا أقدر عليه هو فكرة الدعاء على النفس.وعندي بعض الأسئلة أرجو الرد عليها: 1- هل الدعاء على النفس جائز أو محرم؟ وهل ربنا يعاقبنا عليه؟.2- هل ربي سيعاقبني على الأفكار التي تأتيني عن الذات الإلهية؟.3- ما هي حالتي بالضبط ؟ وما هو علاجها؟.4- هل بإمكانكم وصف الأدوية لآخدها عن طريق الإنترنت بدون زيارة طبيب نفسي؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالدعاء على النفس لا يجوز، فعن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لاَ تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَوْلاَدِكُمْ وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ لاَ تُوَافِقُوا مِنَ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ. رواه مسلم في صحيحه.

وتراجع الفتوى رقم: 80554، لمزيد من التفصيل.

أمّا عن الأفكارغير اللائقة التي تأتيك عن الذات الإلهية، فإن كانت مجرد وساوس يلقيها الشيطان في خاطرك وأنت كاره لذلك، فلا إثم عليك فيها، لكن يجب عليك الإعراض عنها والحذر من التمادي فيها والوقوف معها وانظر الفتوى رقم : 123135.

أمّا عن تحديد حالتك وتشخيص العلاج لك فليس من اختصاصنا، وإنّما يمكنك التواصل مع قسم الاستشارات بالشبكة، والذي نوصيك به هو الإعراض عن الوساوس والخواطر السيئة والحذر من استدراج الشيطان وتخذيله لك وتوهين عزيمتك عن الأمورالنافعة لك دينا أودنيا، واحرص على ما ينفعك في دينك ودنياك، ومّما يعينك على ذلك المحافظة على الأذكارالمسنونة والرقى المشروعة وكثرة الدعاء مع التوكّل على الله والاستعانة به وإحسان الظن به فإنّه قريب مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني