السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر31 عاما وأعمل مدرسا في الخليج، وأحب والدي أبي أمي، أمي لا تصلي ودائما أدعوها للصلاة ولكنها تصلي فترة وتترك الصلاة، وهذا الصيف أشعر أنني إنسان حقير حيث كان أبي يجلس داخل الغرفة لتناول الطعام وأنا قد صحوت من النوم وجلست على الشرفة وأبي لا يستطيع القيام وحده فأخذ ينادي علينا لكي يقوم ولكنني تعاجزت وتكاسلت في تلبية ندائه، فوقف وحده ووقع على الارض وانكسرت قدمه وأجرينا له عملية جراحية، وقلت لإخوتي إني مستعد لعمل العملية في أحسن مكان وأنا نادم ومشوش التفكير، وأشعر أنني السبب فيما جرى لأبي. ماذا أفعل؟ علما أنني بعد الخروج من المستشفى لازمته طيلة فترة إجازتي ولم أبخل على كامل الأسرة بالمال والآن عدت للعمل والسفر وأكلم أهلي كل يوم. هل أنا السبب فيما حصل لوالدي؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن ما حدث منك من توان وتباطؤ في إجابة دعوة أبيك وأنت قادر مستطيع لا يمنعك من ذلك إلا مجرد التكاسل حتى اضطر أبوك إلى القيام بنفسه فأصابه ما أصابه, لا شك أن هذا معصية عظيمة تستوجب منك المبادرة بالتوبة إلى علام الغيوب، لأن خدمتك له حال عجزه واجبة عليك, كما بيناه في الفتوى رقم: 127286. فتقصيرك في القيام بها دون عذر إثم.
وإنا لننصحك بأن تواصل ما أنت عليه من البر لوالديك والإحسان إليهما واسترضاء والدك خاصة فيما حصل, دون أن تخبره بتكاسلك عنه لئلا توغر صدره منك, فإن تبت إلى ربك وأحسنت إلى والديك فيما يستقبل فنرجو الله سبحانه أن يجعل هذا كفارة لما كان منك من تقصير وتفريط.
أما عن تقصير أمك في الصلاة فهذا يستلزم منك جهدا كبيرا لتذكيرها بعظم قدر الصلاة وأنها عماد الدين وأنه لا حظ في الإسلام لمن تركها, وقد بينا ذلك في الفتاوى: 126811, 70270, 12448. على أن يتم ذلك كله بأسلوب لطيف لا تعنيف فيه.
والله أعلم.