الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مفاسد شيوع ونشر أخبار الفواحش

السؤال

عند تصفحي لمواقع الإنترنت وجدت منتدى نسائيا صرح في عنوانه بأنه من دولة من الدول العربية المسلمة ووجدت به قسما للفضفضة يقوم بإعطاء العضوة عضوية أخرى باسم المحتارة، بحيث إنها تطرح مشكلتها دون حرج بين العضوات والأمر في ظاهره جيد، ولكن وجدت أولاً: أن هذا القسم مفتوح للزوار في حين أن مثل هذه الأقسام تكون مغلقة عن الزوار في منتديات أخرى، وما يزيد الطين بلة هو نوعية الموضوعات التي تطرح فمنهم من تقول ـ وهي فتاة لم تتزوج: أنها تمارس العادة السرية عبر الشاشة والهاتف مع شباب وتسأل: إن كانت في مقام الزانية أم لا؟ والزوجة التي تمارس نفس الشيء وتتعلل بأن زوجها يسافر وتريد رأي الدين في ذلك من شيخ ثقة، وأخرى تقول: إنها تفعل كذا بالخلف وكذا بالأمام ورأت دماء وتريد من لها خبرة أن تفيدها هل هي فقدت عذريتها أم لا؟ ومن تقول: إن أباها يتحرش بها في البيت وأخبرت أمها ولم تصدقها، فقولوا لي ماذا أفعل؟ وجل المواضيع على مثل هذه الشاكلة، وهذه المواضيع رأيتها وأنا لست بعضوة بالمنتدى وما يزيد على هذا: أن إدارة الموقع تقوم بإيقاف عضوية أي عضوة تعترض على هذا القسم بالذات أي أن هذا القسم له حصانة خاصة يمنع الإقتراب منها، فسؤالي يا فضيلة الشيخ: هل ما تقوم به إدارة المنتدى يصح من الناحية الشرعية أم لا؟ وأقسام الفضفضة التي تنتشر في المنتديات ما مدى مشروعيتها؟ فإن ما رأيته مخزي، فكيف بشاب يقرأ هذا الكلام؟ وكيف يكون انطباعه عن نساء وفتايات هذه البلد؟ وكيف لفتاة صغيرة تقرأ هذا الكلام وقد يثرها الفضول لتعرف ما هي العادة السرية التي تسأل عنها؟ ألا يعد هذا نشرا للفاحشة بين المسلمات؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان الحال كما ذكرت فيما يسمى بأقسام الفضفضة في بعض المنتديات، فذلك غير جائز، لما فيه من فتح أبواب الفتن وذرائع الفساد دون حاجة معتبرة، فإنّ الأصل وجوب الستر والمنع من المجاهرة بالمعاصي، لما في ذلك من إشاعة الرذائل والتهوين من شأنها، قال الطاهربن عاشورعند تفسيرقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {النور : 19}.

ولشيوع أخبار الفواحش بين المؤمنين بالصدق أو بالكذب مفسدة أخلاقية، فإن مما يزع الناس عن المفاسد تهيبهم وقوعها وتجهمهم وكراهتهم سوء سمعتها وذلك مما يصرف تفكيرهم عن تذكرها بله الإقدام عليها رويداً رويداً حتى تنسى وتنمحي صورها من النفوس، فإذا انتشر بين الأمة الحديث بوقوع شيء من الفواحش تذكرتها الخواطر وخف وقع خبرها على الأسماع فدب بذلك إلى النفوس التهاون بوقوعها وخفة وقعها على الأسماع، فلا تلبث النفوس الخبيثة أن تقدم على اقترافها، وبمقدار تكرر وقوعها وتكرر الحديث عنها تصير متداولة.

وإذا كان عند بعض النساء أسئلة شرعية أو طبية أو غيرها فيمكنهن طرحها على أهل التخصص الموثوقين في المواقع المخصصة لذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني