الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قول: الكوارث الطبيعية، إنسان معاق ذهنيا وجسديا

السؤال

هناك بعض الكلمات المستعملة عند الناس لا ترتاح لها النفس مثل: الكوارث الطبيعية، إنسان معاق ذهنيا إنسان معاق جسديا، فهل يجوز استعمال هذه الكلمات؟ وهل من مرادف شرعي لها؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن الطبيعة لا تفعل شيئا بذاتها فهي من صنع الله تعالى وخلقه فهذا من المعلوم عند كل مسلم، ونسبة الكوارث للطبيعية نسبة لمحلها لا لفاعلها، وهذه النسبة مجازية، فإن الفاعل حقيقة هو الله تعالى وحده، والمسلم إذا قال هذا اللفظ فإنه يقصد محل وقوعه لا أن الطبيعة هي التي فعلته، وعلى ذلك لا حرج في استعماله ـ إن شاء الله تعالى ـ وإن كان الأفضل تجنبه، أو استبداله بغيره من الألفاظ التي لا توهم خدشا في العقيدة مثل: الأمور السماوية، أو الجوائح السماوية، أو ما أشبه ذلك، فقد كره أهل العلم الألفاظ التي يشتبه فيها أو يتوهم منها ما يمس بالعقيدة.

قال ابن عبد البر في التمهيد: ورُوي عن الحسن البصري، أنَّه سمع رجلاً يقول: طلع سهيل وبرد الليل، فكرِه ذلك، وقال: إن سهيلاً لم يأت ـ قط ـ بِحرٍّ ولا برد.

وكره مالك بن أنس أن يقول الرجل للغيم والسحابة ما أخلقها للمطر.

وأما عبارة معاق ذهنيا أو جسديا فلا حرج فيها، لأن الإعاقة معناها: المنع من الشيء أو الحبس والعجز عنه، فالمعاق ممنوع أو عاجز عن التصرف ـ نسأل الله تعالى العافية.

ويمكن لمن يكره هذه العبارة أن يستبدلها: بأصحاب الأعذار، أو المعذورون، فيقال: معذور أو صاحب عذر أو ما أشبه ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني