الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هجرها أخوها هي وأختها فماذا تفعلان

السؤال

أخي قاطعني أنا وأختي ولا يريد أن يكلمنا أو يرد علينا السلام، لأن زوجته قامت بإفساده علينا ولا يريد أن يسمعنا، وأنا خائفة من هذه المقاطعة، فهل يلحقني شيء من ذلك؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب عليك أن تبذلي جهدك لإصلاح ما بينك وبين أخيك ـ حتى وإن كان الهجر من ناحيته هو ـ لأن ذلك من صلة الأرحام، وصلتها واجبة بالإجماع, وعليك أن تذكريه بحرمة الرحم وعظم شأنها وإثم قطيعتها, كما بيناه في الفتوى رقم: 127987

ثم عليك أن تصبري عليه في ذلك ـ حتى وإن قطعك وأساء إليك ـ فليس الواصل الذي يصل من وصله ويحسن إلى من أحسن إليه فحسب، فهذا مكافأة، وإنما الواصل الذي يصل من قطعه، ويحسن إلى من أساء إليه، روى البخاري وغيره: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها.

واعلمي أنك بهذا تفوزين برضا الله سبحانه وعونه, ففي صحيح مسلم: أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك.

وفي صحيح مسلم ـ أيضاً ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلى رفعه الله.

فإن بذلت وسعك لصلة أخيك ولم يغير هو موقفه وأصر على القطيعة فلا حرج عليك بعد ذلك، لأنه لا حيلة لك حينئذ وواصلي بذل الجهد ـ من حين لآخر ـ في الإصلاح والصلة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني