السؤال
أنا قرأت عبارة في منتدى وأرجو إفادتي في حكم هذه العبارة وهي تتحدث عن تحريف القران.
العبارة كالتالي:
(أخي المسلم بالله علي كن غيوراً على دينك وساعد في نشر هذه الرسالة ووزعها على كل من تعرف حتى نحارب هذا الخطر الذي يحارب الإسلام وأهله وحتى تلاقي ربك وتجد الإجابة حين يسألك عن هذا الموضوع، ماذا فعلت حين علمت أن القرآن قد حُرّف ؟
هل أخبرت من حولك وساعدت في مجابهة هذا الخطر؟
وساعدت في نشر هذه الرسالة؟
أم قلت مالي وشأني ؟
أخي المسلم:
اعمل ليوم تذل فيه الأقدام ويحتاج أحدنا لحسنة لا يجدها حتى عند أقرب المقربين منه.
إعمل ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم..
أخي المسلم اعمل ليوم تلقى فيه حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيلقاك بوجه مستبشر ويقول يا رب هذا من أمتي، ويسقيك من يده الشريفة شربة هنيئة لا تظمأ بعدها أبدا)
فما حكم هذا القول أو الأمر ؟
وجزاكم الله خير
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالقول بتحريف القرآن أو نقصانه أو الزيادة عليه ولو بحرف واحد قول باطل، فإن الله تعالى تكفل بحفظ هذا القرآن فقال: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {الحجر:9}.
وأجمع أهل الإسلام على أن القول بتحريف القرآن كفر مخرج من ملة الإسلام.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وكذلك من زعم منهم أن القرآن نقص منه آيات وكتمت أو زعم أن له تأويلات باطنة تسقط الأعمال المشروعة ونحو ذلك، وهؤلاء يسمَّون القرامطة والباطنية، ومنهم التناسخية، وهؤلاء لا خلاف في كفرهم. انظر: الصارم المسلول. (3/ 1108 -1110).
وقال ابن حزم: القول بأن بين اللوحين تبديلا: كفر صحيح وتكذيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
الفِصَل في الأهواء والملل والنِّحَل. (4/139).
وراجع للمزيد في هذا الفتاوى التالية أرقامها فراجعها: 6472، 93103، 6484.
وأما عن الرسالة المذكورة فإن كان صاحبها يزعم أن القرآن قد حرف كما تزعم بعض الطوائف الخارجة عن الإسلام فقد سبق حكم من اعتقد هذا الاعتقاد أو قاله ونشره بين الناس وأن هذا من الكفر الأكبر، وعليه فلا يجوز ترويج مثل هذه الرسالة ولا ذكرها إلا لبيان ضلالها ودحضها وبيان كذبها، وقد سبق وبينا أن نشر ما يشوش عقائد الناس لا بد أن يرفق ببيان الضلال في الفتوى رقم: 18302، فراجعها.
وأما إن كان صاحب هذه الرسالة يقصد الرد على من زعم أن القرآن محرف ويستحث المسلم لاتخاذ موقف واضح وأن يقاوم هذا المنكر ويغيره ويبين بطلانه فقوله حق وهذا واجب كل مسلم، بحسب علمه وقدرته.
على أنه وإن كان يقصد ذلك فإن قوله في الرسالة المذكورة: ماذا فعلت حين علمت أن القرآن قد حُرّف ؟ قول خاطئ، فإن القرآن لم يحرف وإنما ادعى ذلك طوائف من الزنادقة ممن ينتسبون للإسلام زورا، أو من الكفار المحاربين للإسلام، وبناء على ذلك يجب تغيير العبارة إلى: ماذا فعلت حين علمت أنه قد زعم أن القرآن حُرّف ؟أو نحو ذلك مما يفهم منه المعنى الصحيح ولا يثير شبهة أو معنى باطلا عند القارئ.
فلا مانع من تعديل الرسالة السابقة وضبطها بما يتوافق مع العقيدة الصحيحة في القرآن ثم إرسالها لإنكار المنكر.
ولكن الأولى عند إنكار هذه المنكرات العظيمة والرغبة في كتابة رسائل تنكرها ويرغب المسلم في توزيعها أن يلجأ المسلم إلى العلماء وطلبة العلم لصياغة رسالة صحيحة المعنى قوية المبنى تحتوى من الأدلة الصحيحة النقلية والعقلية ما يرد هذه الأقوال الباطلة ولا تقتصر على إثارة الحماس والعاطفة بلا علم أو دليل.
ولمعرفة موقف المسلم من هذه الدعوات وموقفه مما يسمى: كتاب الفرقان الحق راجع الفتوى رقم: 56532، وراجع الفتوى رقم: 125425، لأهميتها في حكم تغيير المنكر .
والله أعلم.