الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إساءة الأب وكره الولد له لا يمنع من بره

السؤال

أنا شاب أعيش في وسط اجتماعي معقد يتلخص في أني ليس لدي أهل- أبي طلق أبوه أمه بعد أسبوع من وﻻدته و نشأ عند والدته التي كانت رحمها الله مريضة نفسيا مما أدى بأبي للعيش وحيدا بين أمه وعائلتها. أما أمي فوالداها قاما بإعطائها لخالها كابنة له لأنه عاقر وعمرها 6 أشهر ونشأت في عائلتها الجديدة و قام خالها بجلب طفل آخر من مدينة أخرى ليس من أهله. مثل أمي تزوج أبي و أمي سنة 1984 و سكنا مع والدة أبي و بدأت المشاكل بين أمي و والدة أبي أتفه الأسباب، وتعير أمي بقصتها مع الوالدين -كأنها ﻻ سمح الله ابنة حرام-ولم تستطع أمي أن تقول لخالها لأنه في نظرها ليس والدها ولن يدافع عنها، وأبي لم يفعل معها أشياء سيئة ولم يعاركها فصبرت على والدة أبي إلى أن توفيت سنة 1989 و بعدها تولى أبي دور أمه في عراك أمي لأتفه الأسباب وأعظمها نية الظلم و الاستبداد حيث قطعها من جميع أهلها إلا خالها، و منعها من الذهاب إليهم أما هو فيذهب و يلعب و يلهو و عندما يعود إلى المنزل يعاركها مستندا لقصة إعطاء أمي لخالها هذا الحال مند توفيت والدته إلى سنة 2005 عندما ولد أخي سنه 1986 و أنا سنة 1987 و أخي سنة 1989 و أختي سنة 1993 و أخي سنة 2003
و كان أبي و أمي يميزون بيننا في جميع المستويات مهما كانت ضرب . معاملة . نقود الخ
مما أدى إلى عدم وجود محبة بين الإخوة و النقمة على الوالدين الخ واجهت أبي عدت مشاكل تتمثل في السحر بداية سحر الزواج ثم الرزق فسعى أبي في اللذهاب إلى العرافين إلى أن شفي بإذن الله.
و في سنة 2005 ادعى أبي أنه حلم بأنه ذهب ليخطب ابنة عم أمي لأخي الكبير فقال له إنها أخته فانقلب العراك من قصة للوالدين إلى المس في شرف أمي مدعيا تلك القصة، وأيضا حلم آخر لصديقه المفضل وذهب إلى دجالة ليسألها هل نحن أبناؤه أم ﻻ؟ فقالت له: نعم نحن أبناؤه وأجرى لنا تحليل الدم ليتأكد. حسبي الله و نعم الوكيل . إذ أن أمي ﻻ تخرج من المنزل إﻻ بمشورته ووقفت أنا وإخوتي ضده مع أمي و عاركناه إلى أن تاب، ولم تخبر أمي خالها واستمرت الحياة و استمر العراك من السيئ إلى الأسوأ وأخبرت أمي خالها فأنذره و أعطاه آخر فرصة فتاب أشهرا ثم عاد لكنه ليس كالمعتاد لأننا في صف أمي الخ
آسف على الإطالة لكن هذا أكثر اختصارا
أوﻻ: أنا ﻻ أستطيع أن أعتبر خال أمي جدي و ﻻ امرأته و ﻻ الابن الذي تبناه خالي وﻻ أستطيع أن أواصل أبوا أمي الحقيقين و ﻻ إخوتها 12
ثانيا: إن الله ﻻ يضيع دعاء المظلوم فإخوة أبي من أبيه قاطعوه.
ثالثا: الوضع العائلي تميز بمشاكل … أصبح كل فرد من العائلة على أعصابه أصبحت أكره أبي وﻻ أطيقه و هو ﻻ يطيقني لأني في صف أمي. فهل يعتبر هذا من عقوق الوالد وبماذا تنصحني أنا وأمي ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالإحسان إلى الوالدين ومصاحبتهما بالمعروف واجب مهما كان حالهما ومهما أساءا إلى ولدهما، فالواجب عليك برّ والديك والإحسان إليهما وطاعتهما في المعروف، وإذا قمت بما يجب عليك تجاه والدك من البرّ فلا يضرك كراهيتك له، وعليك مناصحته برفق وأدب فيما يقع فيه من أخطاء، واعلم أنّه قد أخطأ في ذهابه إلى العرّافين، فإتيان هؤلاء منهي عنه نهيا مؤكدا وتصديقهم فيما يخبرون به كفر بالله ، وإنّما يكون علاج السحر- إن وجد- بالمحافظة على الأذكار والرقى المشروعة مع التوكل على الله، و راجع الفتويين:2244،10981.

كما أنّ تشكيكه في نسب أولاده له استناداً إلى الرؤى المنامية خطأ كبير وظلم عظيم ، وانظر الفتوى رقم : 123422. وكذلك أخطأ في منعه لأمك من صلة أرحامها ، وانظر الفتوى رقم : 28847.

والواجب عليك أن تصل أرحامك، ومنهم أجدادك وأخوالك وخالاتك، و ينبغي أن تتعاون مع إخوتك في المعروف، وعلى أمّك أن تعاشر أباك بالمعروف ما دامت راضية بالبقاء في عصمته، وتعدل بينكم ، وتبرّ والديها وتصل أرحامها ما استطاعت، مع التنبيه على أنّ خالها الذي رباها ليس أباً لها وكذلك الشخص الذي رباه خالها ليس أخا لها ، فقد أبطل الإسلام التبني، و انظر في بيان حرّمة التبنّي وعدم ثبوت الإرث به الفتوى رقم:97724

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني