الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يأثم إذا لم يخرج للعمرة مع أمه لعدم قدرته المالية

السؤال

أمي سيدة مسنة، وقد اعتمرت ثلاث مرات، وتريد الذهاب للمرة الرابعة، وأنا أصغر أبنائها، وقد أرسلتها على نفقتي مرة، والمرة الثانية طلبت مني أن اذهب معها لمساعدتها، لأنها لا تقدر على الحركة بمفردها، وفعلا ذهبت معها هي على نفقتها وأنا على نفقتي، وهي الآن تطلب مني الذهاب للمرة الثانية معها أيضا هي على نفقتها وأنا على نفقتي، وآخر عمرة أدتها كانت من سنة ونصف تقريبا، وأنا كنت معها، وهي الآن تطلب مني أن أذهب معها، وأنا على وشك بناء بيت في مشروع الرئيس حسنى مبارك مشروع ابني بيتك، وطبعا سيكون علي أقساط والتزامات، وأنا أخشى أن أرفض يعود علي بإثم أني عصيت أمي، وسألت شيخا قريبا منا وقال لي لو لم تحج فهذا هراء، ويجب أن تتجه للحج وليس للعمرة مع العلم أن المقدرة المادية لا تصلح للحج – أنا متزوج ومعي ثلاثة أطفال والدخل الحمد لله عايشين مستورين.
وممكن أطلع معها لكن سيكون بالسلف والدين، والله أعلم كيف ستسير الظروف معي – أرجو الإفادة، وهل إن رفضت طلب أمي بأسلوب مهذب يمكن أن يقع علي إثم - وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كانت أمك قادرة على الحج مستطيعة له فإنه يلزمها أداؤه كما أخبرك هذا الشيخ الذي استفتيته لأن الحج فرض على القادر بإجماع المسلمين لقوله تعالى: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ {آل عمران: 97} بخلاف العمرة فقد وقع الخلاف في وجوبها كما بيناه في الفتوى رقم: 28369.

وعلى فرض وجوبها فقد ذكرت أنها اعتمرت أكثر من مرة، وإذا كانت أمك لا تقدر على تكاليف الحج فإنه يجوز لها الاعتمار كما شاءت، أما طلبها منك مرافقتها على نفقتك الخاصة مع عدم قدرتك المادية فلا يجب عليك طاعتها في ذلك، ولا تأثم إذا اعتذرت لها وأعلمتها بعدم استطاعتك على أن يكون الاعتذار بأسلوب لين رفيق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني