الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هذا الكلام لا يصلح أن يكون عظة

السؤال

هل يجوز هذا الموضوع كعظة وخصوصاً جملة بحثت عن الرحمة عند اليهود.. بحثت عن الإيمان عند أبي لهب
(الموضوع )
هل رأيت أحدا جنى من الشوك العنب ؟
هل رأيت أحدا يزرع الزرع في رمال الصحراء الساخنة ؟
هل رأيت أحدا يطلب ماء الشرب في مياه البحر المالحة ؟
هل رأيت أحدا يبحث عن الشمس في منتصف الليالي الكالحة ؟
أما أنا فيا لغباوتي ذهبت إلى الشوك باحثة عن العنب فسخر مني البستاني وقال: عجيب أمرك يا آنستي !.. العنب تجدينه في الكروم وليس في الشوك !..
فقلت: لو وجدته هناك لما بحثت عنه هنا..
وانصرفت إلى الصحراء أريد أن أزرع زرعا أجني ثماره وعندما رآني الصحراوي قال:
- ما أغرب الناس في زماننا يتركون وراءهم الأراضي الصالحة ويتخذون الصحراء مزرعة لهم ثم ضحك ساخرا.
نظرت إليه في صمت. ثم انصرفت إلى البحر أبحث عن جرعة ماء أطفئ بها ظمأي ، فضحك مني البحَار وقال:
أأنت في كامل قواك العقلية؟
أتتركين الأنهار والينابيع والآبار وتطلبين الشرب من مياه البحر المالحة !!؟؟..
فحملقت فيه جيدا وقلت:
- لم أجد هذه الأشياء في مواضعها المعتادة فظننت أنها غيرت أماكنها !!..
بحثت عن الحق عند العلماء فوجدتهم يعظون الناس ويهدونهم إلى الطريق السوي.. ثم ينحرفون عنه.. وياكلون السحت بغير حساب !!..
بحثت عن العدل عند القضاة فوجدتهم يطعنون أصحاب الحق، ويشجعون الظالمين الطغاة !!..
بحثت عن الوفاء عند الأزواج فوجدتهم يذبحون الرباط الزوجي بالغدر والخيانة!!. ويستبدلون بزوجاتهم المخلصات بنات الشارع الطائشات !!.
بحثت عن الرحمة عند بعض المسلمين فوجدتهم أقسى الناس يتظاهرون بالتقوى وطاعة الله والرهبة من النار والرغبة في الجنة وهم في الحقيقة لا يخافون شيئا ولا يرغبون إلا في الدنيا التي غرتهم بمظاهرها البراقة !!.
بحثت عن التعاون فوجدت يدا واحدة تتجه نحو الأخرى لتصفق بينما تهرب الأخرى في اتجاه آخر.
وجدت البناء يشيد من هنا والآخر يهدم من هناك !.
وجدت الخياط يخيط من جهة وآخر يفتق من أخرى.
ولما يئست غيرت اتجاهي..
بحثت عن الرحمة عند اليهود.. بحثت عن الإيمان عند أبي لهب أردت أن أفجر الماء..من الصخرة الصماء..
خرجت بعد منتصف الليل أترقب قرص الشمس الدائري وقت القمر، فما هالني أن أرى شبحا وسط الظلام يتقدم نحوي بل انتظرته وعرفت أنه الليل الذي قال:
- طبعا لم تشاهدي الشمس في منتصف النهار، فجئت تبحثين عنها وقت القمر ثم ضحك ضحكة مزقت صمت الليل الهادئ وكأنني رأيت عظامي إربا إربا متلألئة وسط الظلام الحالك فجمعت عظامي المتناثرة بصعوبة خالصة ودخلت غرفتي !!!

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالكلام المذكور فيه قليل من الحق وكثير من الباطل، وسمة اليأس والقنوط ظاهرة فيه. ومعلوم أن روح اليأس ليست هي روح المؤمن، كما أن الزعم بخلو المسلمين من كل خير والبحث عنه عند غيرهم ضلال مبين، وفي الحديث: من قال هلك الناس فهو أهلكهم. رواه مسلم.

ففي هذه الأمة خير عظيم، وما تزال فيها طائفة قائمة بأمر الله تعالى، ومن طلب هذه الطائفة وجدها وتعاون معها على الخير.

وبالجملة فما جاء في السؤال لا يصلح أن يكون عظة فمفسدته أعظم من مصلحته. وراجعي للمزيد الفتوى رقم: 19738، 64427.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني