الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مذاهب العلماء في ضرب الزوجة لتثاقلها عن الاستيقاظ للصلاة

السؤال

أشكركم وأدعو الله عز وجل أن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم.
السؤال هل من حق الزوج أن يضرب زوجته لكي تقوم لتؤدي صلاة الفجر بعد أن بذل معها الطرق الأخرى الحسنة والمختلفة ولم يجد فائدة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز لمسلم أن يؤخر صلاة من الصلوات المفروضة حتى يخرج وقتها، فإن ذلك من الكبائر والنوم عن صلاة الفجر معصية عظيمة، وهو من أمارات النفاق والعياذ بالله، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما - يعني من ثواب - لأتوهما ولو حبوا. والواجب على الزوج أن يقوم على زوجته بإصلاح دينها وأخلاقها امتثالا لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً {التحريم:6} قال القرطبي رحمه الله: فعلى الرجل أن يصلح نفسه بالطاعة ويصلح أهله إصلاح الراعي للرعية، ففي صحيح الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام الذي على الناس راع وهو مسؤول عنهم، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم. وعن هذا عبر الحسن في هذه الآية بقوله: يأمرهم وينهاهم. انتهى.

فإذا نهى الزوج زوجته عن المعصية فلم تمتنع وأصرت على فعلها فهل له أن يضربها على ذلك اختلف أهل العلم في هذه المسألة، وقد بينا اختلافهم مفصلا مع ذكر نصوصهم وأقوالهم في الفتوى رقم: 58461.

فمسألة ضرب الزوجة لحق الله تعالى هي إذن من مسائل الخلاف، وعلى كل حال فالضرب المأذون فيه لا يلجأ إليه إلا عند ظن إفادته، فإذا لم يفد أو خشي أن تترتب عليه مفسدة أعظم منه تجنبه، فإذا ظن الزوج أنه إذا ضرب زوجته على حق من حقوق الله فإنها ستستجيب فلا حرج عليه في ذلك بشرط ألا يكون الضرب مبرحا ولا عنيفا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني