السؤال
أنا أقيم وزوجتي مع والدي في شقة والدتي التي توفيت من سنين، منذ زواجي وهناك مشاكل بين زوجتي ووالدي، حاولت على مدى السنين أن أحل المشاكل سواء عن طريق الصلح بينهما أو عن طريق البحث عن منزل آخر منفصل لنا، ولكن لأسباب مالية لم أستطع من تجهيز المنزل حتى الآن، المهم المشاكل بينهما وصلت لذروتها، وقام والدي بسب زوجتي سبابا فظيعا وسب أهلها، وكاد يعتدي عليها لولا تدخلي بمجرد المنع، هنا لم أستطع أن أفعل شيئا خوفا من العقوق، أرجو إجابتي عن ماذا أستطيع أن أفعل فى هذه الحالة... إذا قام بهذه الأشياء مرة أخرى.. أنا خائف من عقاب الله إن قلت له أي كلمة، وأيضا أشعر بالمهانة لأنه سبني أيضا وسب زوجتي؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن حق زوجتك عليك أن توفر لها مسكناً مستقلاً مناسباً لا تتعرض فيه لضرر، ولا يلزمها قبول السكن مع والدك، قال الكاساني: ولو أراد الزوج أن يسكنها مع ضرتها أو مع أحمائها كأم الزوج وأخته وبنته من غيرها وأقاربه فأبت ذلك عليه أن يسكنها في منزل مفرد لأنهن ربما يؤذينها ويضررن بها في المساكنة وإباؤها دليل الأذى والضرر. بدائع الصنائع. وانظر الفتوى رقم: 28860.
فالواجب عليك أن توفر لزوجتك مسكناً مستقلاً، ولا يجوز لك إجبارها على السكن مع والدك.. وإذا كانت راضية بالسكن معه فلتتخذ وسيلة تحجزه عنها وتحول دون اصطدامهما، أما عن تصرفك مع والدك إذا قام بسب زوجتك دون حق، فعليك نصحه بأدب، وإذا هم بالاعتداء عليها، فعليك أن تحول بينه وبين ذلك من غير أن تعتدي عليه أو تغلظ له الكلام، فإن حق الأب عظيم وعقوقه من أكبر الكبائر، فعليك مداومة بره على كل حال.. وللفائدة راجع في ذلك الفتوى رقم: 53002.
والله أعلم.