الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشتري سكنا متواضعا حتى لا يحقد عليه أخوه

السؤال

بالله عليكم أجيبوني أنا متزوجة من شخص خلوق ومتعلم يخاف الله ويعاملني بالحسنى، وقد منّ الله عليه بالعمل فى المدينة المنورة، وتزوجنا ولم يكن عندنا شقة إلا في بيت عمه، ولكننا لا نريد أن نسكن فيها، فهو يريد تكوين بيت من عرقه وماله، المشكلة أنه له أخ أكبر منه، هذا الأخ مستغل للغاية، وأناني لا يسأل على زوجي إلا إذا كان له مصلحة، ويحب استعطاف من حوله، فقد أجبر زوجي على شراء موبايل له وسلسلة ذهب لابنه المولود، وزوجي اشترى له هذه الأشياء، ولكنه كان متضررا من أسلوب أخيه، كما أنه عندما توفيت والدتهم كان يأخذ معاش والديه له، ويعطي زوجي أقل من حقه بكثير. المشكلة أننا نريد أن نشترى شقة ونفرشها جيدا، ولكن بداخلي رعب من أخي زوجى من أن يحقد علينا، أو يحسدنا فهل أشتري شقة في مكان متواضع حتى أتقي شر حسده وحقده، أم أننا نعيش حياتنا كيفما نشاء طالما إننا لا نغضب الله، وكيف يتعامل زوجي مع أخيه الحقود فهو مواقفه السيئة كثيرة من النواحي المالية والاستغلال؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده. رواه الترمذي وحسنه. فإذا كان زوجك قادراً على شراء مسكن جيد وأثاث حسن من غير إسراف أو اختيال فلا يمنعه من ذلك خوفه من حسد أخيه أو حقده عليه، وإنما يتحصن المسلم من الحسد والعين بالأذكار المشروعة والتوكل على الله، وانظري لذلك الفتوى رقم: 24972.

أما عن تعامل زوجك مع أخيه فلا مانع من مطالبته بما عليه من حقوق مالية نحوه، لكن عليه ألا يقطعه وينبغي أن يصله بما لا يضر دينه أو دنياه، وإذا كان هذا الأخ بالحال التي ذكرت، فإن صلة زوجك له وإحسانه إليه من أفضل أعمال البر، ومما يطفئ الحقد والحسد، فعن حكيم بن حزام: أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصدقات أيها أفضل قال: على ذي الرحم الكاشح. رواه أحمد. والكاشح هو المضمر العداوة، قال السفاريني: يعني أفضل الصدقة على ذي الرحم المضمر العداوة في باطنه وهو في معنى قوله (صلى الله عليه وسلم): وتصل من قطعك. غذاء الألباب شرح منظومة الآداب..

واعلمي أن صلة الرحم من أسباب البركة في الرزق والعمر، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سره أن يبسط له في رزقه، أو ينسأ له في أثره، فليصل رحمه. متفق عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني