الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من يشاهد الأفلام الخليعة والتي تستهزئ بالدين هل يعد مثلهم

السؤال

هل من يشاهد الأفلام الخليعة يعد زانيا؟ ومن يشاهد الأفلام التي تستهزئء بالدين يعد كافرا؟ لقوله تعالى: إنكم إذاً مثلهم. أم هذا إذا رضيت بذلك وليس من يشاهده فقط؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن المماثلة المذكورة في الآية إنما يراد بها المماثلة في العصيان ولا يراد بها المماثلة المطلقة من كل وجه، اللهم إلا إذا كان القاعد مع المستهزئين بآيات الله راضياً بذلك، فحينئذ تكون المماثلة بينهما في الكفر، وانظر للأهمية في ذلك الفتوى رقم: 133676.

وعلى ذلك فمن يشاهد الأفلام التي تستهزئ بالدين، إن كان راضياً بهذا الاستهزاء فهو مثلهم في الكفر، أما إن كان كارهاً له ومع ذلك يشاهدها دون وجود مصلحة معتبرة شرعاً فهو آثم، لكنه ليس بكافر، وكذلك من يشاهد الأفلام الخليعة إن كان راضياً بما يفعله ممثلوها من محرمات وفواحش، فهو مثلهم في الإثم لما سبق، أما إن كان كارهاً لأفعالهم فليس إثمه كإثم الزاني حقيقة، وإن كان يأثم بالنظر والاستماع إلى ما فيه من محرمات، ويعتبر زانياً مجازاً بعينيه وأذنيه، لقوله عليه الصلاة والسلام: .. فالعينان زناهما النظر والأذانان زناهما الاستماع... رواه مسلم.

إضافة إلى أن اعتياد مشاهدة المنكر تضعف إنكار القلب له حتى تزيله بالكلية والعياذ بالله، فيصبح لا ينكر منكراً ولا يعرف معروفاً إلا ما أشرب من هواه، وقد بينا تحريم مشاهدة الأفلام الخليعة وخطورتها في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 29324، 27224، 51769.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني