الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطبها رجل ثم تبين أنه يتلاعب بها فهل تدعو عليه

السؤال

تقدم لي شاب وقال إنه منفصل عن زوجته ولديه منها ثلاثة أبناء ووافقت وأهلي عليه لأنه ظهر أمامنا بأنه التقي الذي يخاف الله ودعوت الله انه يبارك لي فيه ويجمعني به على الحلال والطاعة، وللأسف تعلق قلبي به بعد مقابلته لوالدي لاحظت تغييرا ومماطلة وقال إنها بسبب مشاكل مادية وقلت له إني لا تهمنى الماديات وسأرضى بما يقدر عليه وذلك لأني أعرف أن أعظم النساء بركة أقلهن مؤنة والله يشهد على ما كان في قلبي ونيتي تجاهه وعلى أني تجاوزت الحدود باتصالي به وإرسالي للرسائل ولأن هذا كله كان على أساس أنه رجل دخل بيتنا وتقدم لخطبتي من أهلي ..
صدمت باتصال امرأة بعمي حكت له أنها زوجته الثانية وأنه أنجب منها أيضا ولدا غير الزوجة التي حدثنا عنها في البداية وأنه كان يبرر تصرفاته لتلك الزوجة التي لم نسمع بها (بأنني مريضة نفسيا وأعالج )بالرغم أني والله على ما أقول شهيد حاولت أكثر من مرة أن أصل معه إلى قرار وطلبت منه أن يجيبني بصدق هل يفكر فعلا بالزواج أم لا فكان يتهرب من الإجابة حتى أمه كانت تتحدث معي ومع أهلي ولم نعلم شيئا عن الزوجة الثانية وقبل ذلك كنت أبتعد وأوقف اتصالاتي وحين يشعر أني أنهيت الموضوع مع نفسي كان يعاود الاتصال بى مرة ثانية وأهلي يعلمون ذلك وهم أيضا صدموا لمعرفتهم بالزوجة الثانية وبكذبه وخداعه لنا، أعلم أني أخطأت واستغفرت الله كثيرا عما مضى ،، لكن أود أن أعرف هل هذا ظلم منه فأنا أحيانا أشعر بذلك وأدعو الله أن ينتقم منه إذا كان ظلمني ..حتى زوجته تقول إنه على علاقات كثيرة بنساء غيرها وإنه لا يتقي الله فيها، أجيبوني هل أنا من حقي أن أدعو عليه أو أني أغضب الله بذلك ...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان هذا الرجل قد تقدم لخطبتك متلاعبا غير جاد في إتمام الزواج منك ، فلا شكّ أنّه قد ظلمك و تعدى حدود الله بمحادثتك ومراسلتك ، والدعاء على الظالم يجوز بقدر مظلمته دون اعتداء ولكنّ العفو أفضل كما بيناه في الفتوى رقم: 70611.

والذي ننصحك به هو أن تعرضي عن الدعاء عليه وتجتهدي في الدعاء بأنّ يرزقك الله زوجاً صالحاً، وننبّهك إلى أنّ الخاطب حكمه حكم الأجنبي عن المخطوبة حتى يعقد عليها، وانظري في حدود تعامل الخاطب مع مخطوبته الفتوى رقم: 8156.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني