الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مجرد الحب الفطري لا يحاسب عليه العبد

السؤال

ما هو حكم الحب الجنسي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم يتبين لنا المقصود تماماً من السؤال، وإن كان السائل يعني رغبة الرجال في النساء، ورغبة النساء في الرجال، فالميل إلى هذه الشهوة مركوز في فطرة الإنسان كالرغبة في الطعام والشراب، كما قال تعالى: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء.. {آل عمران:14}، قال ابن كثير رحمه الله تعالى: يخبر تعالى عما زين للناس في هذه الحياة الدنيا من أنواع الملاذ من النساء والبنين، فبدأ بالنساء لأن الفتنة بهن أشد، كما ثبت في الصحيح أنه عليه السلام قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.

فأما إذا كان القصد بهن الإعفاف وكثرة الأولاد فهذا مطلوب مرغوب فيه مندوب إليه، كما وردت الأحاديث بالترغيب في التزويج والاستكثار منه: وإن خير هذه الأمة كان أكثرها نساء. وقوله عليه الصلاة والسلام: الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة، إن نظر إليها سرته، وإن أمرها أطاعته وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله. وقوله في الحديث الآخر: حبب إلى النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة. وقالت عائشة رضي الله عنها: لم يكن شيء أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء إلا الخيل، وفي رواية: من الخيل إلا النساء.. انتهى.

فمجرد الحب الفطري لا يحاسب عليه العبد، وإنما يحاسب إذا استعمل ذلك الحب وتلك الشهوة فيما حرم الله تعالى، ويثاب في ذلك إذا استعفف واستعمله فيما أباحه الله تعالى، وانظر لذلك الفتوى رقم: 5714، والفتوى رقم: 70382 وكلاهما عن حكم الحب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني