الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم سؤال المخلوقين بوجه الله وسؤاله تعالى بوجهه الكريم

السؤال

فى ردكم على الفتوى رقم: 135197 عنوان الفتوى :حكم الحلف أو السؤال (بحق آخر الرسالات السماوية). أوردتم أن في الموسوعة الفقهية: لا يسأل بوجه الله ولا بحق الله لما فيه من اتخاذ اسم الله تعالى آلة...انتهى. بينما يوجد دعاء ثابت :اللهم إنى أسألك بوجهك الكريم واسمك العظيم. وكذلك فى محاضرات الشيخ العثيمين الموجودة على موقعكم أنه يجوز سؤال الله عز وجل بوجهه الكريم لوجود نص فى ذلك ولا يجوز السؤال بيد الله أو غير ذلك لعدم وجود نص؟ كيف ترفعون الخلاف بين ما أوردتموه وبين قول الشيخ العثيمين جزاكم الله خيرا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا تعارض بوجه من الوجوه بين كلام الشيخ العثيمين ـ رحمه الله ـ وبين ما نُقل من (الموسوعة)؛ لأن الأول في سؤال الله تعالى، والثاني في سؤال غيره من المخلوقين، فسؤال الله بوجهه الكريم له حكم، وأما سؤال الناس بذلك فله حكم آخر، والنص المنقول من (الموسوعة) إنما أتى خلال الكلام على آداب الاستعارة، ونصه بكماله: ألا يسأل بوجه الله ولا بحق الله، كقوله: أسألك بوجه الله، أو بحق الله، أن تعيرني كذا؛ لما فيه من اتخاذ اسم الله تعالى آلة. اهـ.

وكذلك ما نقلناه في الفتوى المشار إليها عن حكم سؤال الناس، وأن جمعا من أهل العلم قد ذهبوا إلى منع سؤال المخلوقين بالله، وأن ابن حجر الهيتمي قد عده في الكبائر.

وأما كلام الشيخ العثيمين فواضح أنه في حكم سؤال الله تعالى لا سؤال المخلوقين، حيث قال: يجوز سؤال الله عز وجل بوجهه الكريم. اهـ.

ثم ننبه على أن الدعاء الذي ذكره السائل ووصفه بأنه ثابت، أنا لم نجده بهذا اللفظ، وأقرب ما وجدنا إليه ما رواه أبو الشيخ في (طبقات المحدثين بأصبهان) وعنه أبو نعيم في (أخبار أصبهان) من طريق حميد بن وهب حدثنا يحيى بن زياد بن عبد الرحمن الكاتب عن ابن أبي بكرة قال: سمعني أبي أبو بكرة وأنا أدعو: اللهم إني أسألك بوجهك الكريم وأمرك العظيم أن تجيرني من النار والكفر والفقر. فقال: يا بني من علمك هذا؟ فقلت: سمعته منك. قال: الزمه يا بني؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو به. وهذا إسناد ضعيف جدا؛ حميد بن وهب، قال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن حبان: يخطئ حتى خرج عن حد التعديل لا يحتج به إذا انفرد. وشيخه يحيى بن زياد بن عبد الرحمن، قال البخاري: فيه نظر. وقال ابن عدي: ليس بالمعروف.

وأما الاستعاذة بوجه الله تعالى فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد قال: أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم. رواه أبو داود، وصححه الألباني.

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول عند مضجعه: اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته .. . رواه أبو داود والضياء المقدسي في المختارة وقال: إسناده حسن. وصححه النووي في الأذكار، وتعقبه ابن حجر، وضعفه الألباني. وعن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أعوذ بوجهك الكريم وباسمك العظيم من الكفر والفقر. قال الهيثمي: رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفهم. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني