الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خدمة الوالدين الكبيرين واجبة على الذكور والإناث

السؤال

سؤالي عن الوالدين حيث إن لي أبوين في السبعينات من العمر وهما يسكنان معي في نفس المبنى الذي نمتلكه وهو مكون من طابقين حيث إنهما يقيمان في الطابق الأرضي لوحدهما وأنا أقيم مع عائلتي في الطابق الأول، كذلك فإن لي أخا أكبر مني يسكن بجوارنا مع عائلته في بيت يمتلكه ويبتعد عن بيتنا 5 أمتار فقط أي بيننا شارع صغير، أنا موظف وزوجتي ربة بيت وكذلك أخي موظف وزوجته ربة بيت ودخلنا الشهري جيد والحمدلله، أعطي أبواي مبلغا من المال في مطلع كل شهر وكذلك أخي يعطيهم مبلغا ولكن أقل مني لأن دخله الشهري أقل، وهذه الفلوس تكفي لمصروفاتهم طوال الشهر بل ويمكن التوفير منها، المشكلة تكمن في القيام على خدمة الأبوين حيث إننا موظوفون ونقضي أكثر من 6 ساعات خارج البيت ولكن لا أستطيع إجبار زوجتي للقيام بتجهيز طعامهم وتنظيف بيتهم وملابسهم، وعمل متطلباتهم لأنها مشغولة في بيتها مع أطفالها حيث إن لي منها سبعة أطفال وكذلك وضع أخي لذلك معظم الوقت يقضيه الوالدان لوحدهما وقليلا ما أجد عندي الوقت لأجلس معهما. عندي أخوات متزوجات ولكن لا يسكن بجوارنا أقربهن تبعد حوالي 4 كيلومترات. سؤالي هو:1- هل أنا بار بوالدي أم لا؟ وماذا علي أن أفعل لهم؟2- أليس من واجب الأخوات المتزوجات أن يقمن بكل الأعمال التي يحتاج لها الوالدان من تجهيز الطعام والتنظيف وغيره أم هذا واجب على الأبناء فقط؟ 3- ما الحكم في مقاطعة أخواتي لإخوانهن بحجة أننا أو بالأحرى أن نساءنا لا يقمن بالخدمة على أبوينا حيث إننا كثيرا ما نسمعهن يشتمن نساءنا، مع العلم بأن هؤلاء الأخوات يجتمعن كل أسبوع عند أبوينا لمجرد الحديث فقط ونادرا ما يجهزن لأبوينا ما يحتاجان. أفيدونا أفادكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد

فشأن بر الوالدين عظيم وخطره جسيم، وقد جعل الله تعالى بر الوالدين ورعاية حقهما تالياً للأمر بعبوديته وحده في غير ما موضع من كتابه وناهيك بهذا شرفاً: وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا. {النساء:36}، فعليك أيها الأخ الكريم أن تجتهد في الإحسان إلى والديك وبرهما ما أمكن واغتنام فرصة حياتهما فإنه غنيمة باردة وفرصة سانحة لتحصيل أعظم الأجر ونيل وافر الثواب، ولا تستكثر ما تبذله من مال ولا ما تقضيه معهما من وقت فإن ثواب برهما لا يقدر قدره، فمهما أمكنك إيناسهما والجلوس معهما فافعل، ومهما أمكنك التوسيع عليهما في النفقة فلا تتأخر. وينبغي لك أن ترغب زوجتك بأن تهتم بقدر استطاعتها بأمر والديك وقضاء حاجتهما وأن تستعين على ذلك بالله تعالى، وأن تبين لها أن هذا الأمر وإن استلزم جهداً أكبر وقضاء وقت أطول في العمل فإن ثواب الآخرة خير وأبقى.

وينبغي لك مع ذلك أن تبالغ في إكرام زوجتك إن هي فعلت ذلك ترغيباً لها فيه، وأنت مأجور على برك بوالديك بقدر ما تفعله من بر، وما لا تقدر عليه لا يؤاخذ الله به، وأما خدمة والديك فإنها واجبة عليكم جميعاً ذكوركم وإناثكم إذا احتاجا إلى الخدمة، فيجب عليكم أن تقوموا بمصالحهما وأن ترعوا شأنهما إما بأنفسكم أو باستئجار من يقوم بذلك نيابة عنكم، وانظر لذلك الفتوى رقم: 127286.

وعليك أن تناصح أخواتك وأن تبين لهن أن ما يقمن به من شتم زوجاتكم أمر غير جائز شرعاً، وأن خدمة الوالدين واجبة عليهن وليست واجبة على زوجاتكم، فعليهن أن يتقين الله ولا يقصرن في بر والديهن، وأما زوجات الأولاد فما يقمن به من ذلك تطوعاً فهو عمل صالح وقربة يتقربن بها إلى الله تعالى وليس ذلك بلازم لهن بل هو عليكم أنتم ذكوراً وإناثاً كما قدمنا، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 64701، والفتوى رقم: 46462.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني