السؤال
فضيلة الشيخ.. حفظكم الله يا شيخنا الفاضل وزادكم الله من واسع فضله وعلمه.
صحيح البخاري يعتبر من أصح الكتب بعد كتاب الله عز وجل، ويعتبر المرجع القوي والسند المتين لأهل السنة والجماعة. وعلى الرغم من ذلك إلا أننا بدأنا نقرأ المواضيع التي تشكك في صحة أحاديث البخاري، علماً بأن هؤلاء الكتاب من أهل السنة والجماعة، يقول أحدهم بعد أن رد عليه أحد الإخوة بقوله : ((صحيح البخاري خط أحمر لأن كل ما فيه صحيح وثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم هو صفوة الصفوة ))
فكان الرد من صاحب الموضوع كالتالي :
من قال لك هذا الكلام أخي يوسف .. البخاري رحمه الله كتب كتابه بعد أكثر من مئتي سنة على الهجرة
فهل من المعقول أن تكون الأحاديث كما قالها الرسول !!
يا أخي أنت عندما ترى حادثاً وترويه لشخص آخر والآخر يرويه لآخر وهكذا
فهل تتوقع أن تصبح القصة هي نفسها ( بأدق التفاصيل ) بعد شهر ؟
فكيف بمائتي عام !!
والرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه أمر بعدم كتابة الحديث والرسول لا يأمر بشيء عبثاً أو تشهياً.
جمال البنا استخرج أكثر من 600 حديث في البخاري فيها تعارض مع القرآن ..
الإمام الغزالي قبله ضعف أحاديث في البخاري لمخالفتها للعقل ..
ما يجب أن يُعرف أن البخاري بشر يعتريه ما يعتري بقية البشر من أمراض القلوب والسهو والنسيان والخطأ وغيره ..
و يتأكد ذلك إذا علمنا أن الرسول قد نهى عن كتابة الحديث، وأن الأحاديث لم تكتب إلا بعد أكثر من قرن ونصف من وفاة الرسول فهي قابلة للتحريف بشكل كبير جداً.
أرى أن الأحاديث الصحيحة متناً وسنداً غير المعارضة للقرآن آخذ بها مع إيماني أنها ليست صحيحة صحة تامة ولكن لغلبة الظن، أما الأحاديث التي تخالف ولو كلمة واحدة من القرآن فأنا لا أقبلها ولا أقبل تأويلها تأويلاً تعسفياً بحيث تكون موافقة للآية، ولا أقبل بمن يقول إن الحديث ينسخ القرآن لأن هذا كلام فارغ.
بيد أنها تعارض القرآن الكريم ومنها حديث حد الردة فهو يخالف صريح القرآن (( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ))
كانت للسنة حجية لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بكتابتها كما كتب القرآن بيد أنه أمر بعكس ذلك وهو عدم الكتابة فكيف يأمر بذلك إذا كانت السنة مكملة للشرع ؟
أما ما ورد من كتابات بعض الصحابة للأحاديث فقد ورد خلافها أيضاً وورد جلد بعض الصحابة لكتابتهم الحديث.
وهنا أيضاً نقع في إشكال آخر وهو التناقض في الآثار الصحيحة وهذا يبين على أن الأحاديث قد اخترقت اختراقاً عظيماً، ولو أننا تتبعنا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم الكتابة لكان خير لنا ( بلا شك ) فهو أدرى بأمته من غيره.
و أيضاً ورود ما يدل على الكتابة مع وجود النهي يدل على شذوذ هذا الفعل وبهذا الشذوذ لا يمكن أن تخرج آلاف الأحاديث بل المتوقع ( في تلك الإمكانيات ) خروج عشرات الأحاديث أو مئات الأحاديث ( كحد أعلى )
حديث حد الردة .
القرآن الكريم عرض حرية الاعتقاد وعرض الردة في آيات كثيرة ولم يرتب عليها عقوبة .
حديث حد الرجم فالقرآن لم يفرق بين المحصن وغير المحصن في القرآن أما لي أعناق النصوص لتوافق الأحاديث هذا غير صحيح.
وثبوت حد الرجم مضحك جداً والآيات التي تفنده بالقرآن كثيرة ومنها: يَانِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا.(30).الأحزاب.
كيف يضاعف الرجم ؟ لا يمكن للرجم أن يضاعف بيد أن الجلد يمكن مضاعفته، والآيات في تفنيد ذلك الحد كثيره كما قلت. وللعلم فكل الحدود مذكورة في القرآن إلا حد الردة والرجم إذن فنهج القرآن هو عرض الحدود .
حديث: من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا .. يقول الله تعالى : وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن.
والآيات في الأمر بالقول المعروف والآيات التي تبين حسن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من أن تُذكر ..
فهذه الآيات كلها تخالف في ظاهرها هذا الحديث المنكر.
والأحاديث المخالفة للقرآن كثيرة جداً .. ولو يهتم أحد العلماء بتنقيح الأحاديث كما قام بذلك الشيخ الألباني ..
لكن ليس من جهة الإسناد بل من جهة المتن . وللعلم فكل الأحاديث ليست يقينية الثبوت .. فالبخاري أخذ كتابه من 600 ألف حديث ولم يكتب منها إلا خمسة آلاف أو تزيد.
وجاء بعده أئمة وضعفوا أحاديث في البخاري نفسه كالدارقطني ضعّف أكثر من 300 حديث بالبخاري . وجاء الألباني.