الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منع البنت من زيارة جدتها المشتغلة بالسحر

السؤال

هل يجوز لزوجتي منع ابنتي من زيارة أمي خوفاً من السحر، ولعلمها بكون أمي لها باع في السحر، مما جعلني الفصل بين أمي وزوجتي. لكن السؤال الذي يؤرقني مسألة ابنتي فهل يجوز ذلك ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فبداية ننبه على أنه لا يجوز اتهام مسلم بعمل السحر بغير بينة مقبولة، وراجع في ذلك الفتاوى: 52916، 145873، 161583.

فإذا تبين بيقين وليس بمجرد الظن أن أم الزوج تعمل السحر، فيجب مناصحتها والإلحاح عليها لتتوب من هذه الموبقة الشديدة، فإن لم تتب، فلا حرج على الزوجة في هجرانها وامتناعها ومنع ابنتها عن زيارتها، إذا كان ذلك يزجرها ويحملها على التوبة، ويتأكد ذلك إذا كانت الزوجة تخاف على نفسها أو ابنتها من ضرر السحر، وراجع في ذلك الفتاوى: 29501، 48214، 116397، 121701، 127851. ويبقى حق هذه المرأة في بر ابنها وحده، فهذا لا يسقط بالكفر الصريح المتفق عليه، فضلا عن عمل السحر، وراجع الفتوى: 121978.

هذا، وننبه على أن الصلة ليست قاصرة على الزيارة، فهناك ما هو دون ذلك مما ينتفي به إثم القطيعة، كالسؤال والاتصال الهاتفي وقضاء الحوائج واللقاء في غير بيتها وما أشبه ذلك.

قال القاضي عياض في (إكمال المعلم): الصلة درجات بعضها فوق بعض، وأدناها ترك المهاجرة، وصلتها ولو بالسلام كما قال عليه الصلاة والسلام، وهذا بحكم القدرة على الصلة وحاجتها إليها، فمنها ما يتعين ويلزم، ومنها ما يستحب ويرغب فيه، وليس من لم يبلغ أقصى الصلة يسمى قاطعا، ولا من قصر عما ينبغي له ويقدر عليه يسمى واصلا. اهـ.

ونقل الحافظ ابن حجر في (الفتح) عن الحافظ ابن عبد البر قوله: وأجمعوا على أنه لا يجوز الهجران فوق ثلاث، إلا لمن خاف من مكالمته ما يفسد عليه دينه أو يدخل منه على نفسه أو دنياه مضرة، فإن كان كذلك جاز، ورب هجر جميل خير من مخالطة مؤذية. اهـ.

ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتوى: 59653.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني